في عام 1999، وعلى أعتاب الألفية الجديدة، قدمت هابانوس علامة تجارية جديدة تحتفل بعاصمة كوبا: هافانا. كان الأسم الأول لهافانا لما تم انشاؤها في 1519: سان كريستوبال دي لا هابانو.. والإسم مزيج بين تصادم ثقافتين في القرن السادس عشر. كريستوفر كولومبوس طلع يستكشف ما يقع خلف المحيط الأطلنطي بأمر، وتحت رعاية، ملك اسبانيا اللي يرتبط ارتباط وثيق بالكنيسة الكاثوليكية.. كوبا كانت ثاني محطة ينزل بها بعد الباهاما، وسادس مدينة أنشؤوها في كوبا اختاروا لها اسم قديس مسيحي يرعى المسافرين، ويقال إنه حمل المسيح على كتفه قاطعاً به أحد الأنهار، واسمه كريستوفر، واللي تنطق بالأسباني كريستوبال. غني عن الذكر ان سان هي اللفظ الفرنسي لكلمة Saint، وتعني قديس، وذعا يعني ان الجزء الأول من الاسم هو "القديس كريستوفر"، لكن لما قرروا يختارون الشق الثاني للإسم، اختاروا لفظ "هابانا" وهو الاسم اللي كان يطلقه السكان الأصليين على المكان، وصار اسمها سان كريستوبال دي لا هابانا، واللي تم اختصارها مع الوقت حتى تصير "هافانا".
فلما جاء وقت اطلاق هذي العلامة التجارية، نزلت بأربع مقاسات، وكل مقاس منها يحمل اسم حصن من حصون الأسبانيين التاريخية في هافانا. وبعدها في 2004، صارت الأحجام الجديدة اللي تنزل تأخذ من أسماء شوارع العاصمة الكوبية اسم لها.
مع اقتراب 2019، واللي يعتبر تاريخ جداً مهم للعاصمة الكوبية لمرور 500 عام على انشاءها (1519-2019)، وتاريخ مهم للعلامة التجارية سان كريستوبال دي لا هابانا لمرور 20 سنة على اطلاقها (1999-2019)، اختاروا انهم ينزلون اصدارات متعددة تحتفل بالمناسبتين في وقت واحد، أحدها سيجار اليوم واللي اختاروا انهم يسمونه على شارع / ممشى مهم في هافانا اسمه إل برادو:
الإصدار هذا نزل بحجم واحد وهو حجم مشترك مع البارتاقاس P No. 1 اللي نزل في 2010 في جرة خزفية. الجدير بالذكر هنا ان اصدارات الحصرية من هابانوس تجي نوعين مختلفين عن بعض: الأول مزين بباند أحمر، مثل ما شفنا في مراجعة الترينداد لا تروفا، وهذا يكون مخصص للبيع فقط في محلات لا كاسا ديل هابانوس (LCDH). فيه نوع ثاني من اصدارات هابانوس الحصرية يجي مزين بباند ذهبي مثل سيجار اليوم، وهذا يكون مخصص للبيع في ما يسمى بالـ "هابانوس سبيشيليست"، وهذي محلات تكون متخصصة في بيع السيجر الكوبي لكن الاشتراطات اللي عليها أخف بكثير من محلات لا كاسا ديل هابانوس. الشي هذا يخلي المنافذ اللي تتوفر فيها اللأنواع هذي أكثر بكثير من النوع الأول.. فيه أقل من 200 محل في العالم بأكمله خاضعة للتصنيف الأول، بينما التصنيف الثاني يقترب فيه العدد من 1,000 محل.
التقديم:
حجم السيجار جداً محير. على الورق، حجمه مقارب للروبوستو. الشكل الخارجي له بيراميد (مدبب الطرف من فوق) وهذا الشي يخلي قصه ينقص من طوله قرابة النصف انش. يعني فعلياً وقت التدخين انت قاعد تدخن سيجار حجمه 450. الشي الثاني اللي محير فيه هو شكله مقابل ملمسه. شكل السيجار يوحي لك إنه جاف جداً. خالي من اللمعة. لكن ملمسه زيتي جداً لدرجة اني أحس ببقية من الزيوت العطرية على اصابعي لما افركها ببعض. حتى شكيت فيه للحظة وجبت مقياس الرطوبة وكان من داخل 70 بالتمام والكمال. الشي الثاني اللي لفت نظري هو تصبغات موجودة على الطرف المدبب واللي جت كأثر لبعض السوائل الصمغية اللي تستعمل أثناء تصنيع السيجار وما تبين الا اذا ضربها النور من زاوية معينة. متأكد انها ما راح تأثر على تجربة التدخين نهائياً، خاصة وان الجزء هذاك راح ينتهي به المطاف إنه ينقص.
اذا تغاضيت عن شكل السيجار الخارجي اللي يوحي لك بالجفاف (نهائياً ما هو عاجبني منظر الرابر، لكن ما أدري عن أداءه) تشوف الباند الأساسي جاي بخليط من البني والذهبي ودرجة مزعجة من الاصفر.. لكن يفتقر للابداع وممل للأسف. لكن الباند الثاني اللي تكلمنا عنه فوق ويرمز لأن هذا الاصدار حصري لمحلات الهابانوس سبيشيليست معطيه رونق بدخول درجة ثانية من الذهبي واللون العنابي المعهود للباندز هذي.
من ناحية الرائحة، ما أعطاني أي شي إضافي على رائحة الأوراق المجففة.. لكن حتى أثناء شمه، زيتية الرابر كانت مثيرة للاهتمام.
تجربة التدخين:
نظراً لحجم السيجار وشكله، اخترت إني أقصه عن طريق الـ V-Cutter، وكانت السحبة ضيقة شوي بس ما هي لدرجة الانسداد. بعد ما ولعت السيجار واخذت اول سحبتين منه، تبين لي حضور جيد لمذاق التبغ، وفيه حضور خفيف للبهارات تحسها على منتصف اللسان ومقدمته.
الدخان خفيف كماً وكثافةً، وقوام السيجار مابين الهادي والمتوسط، ولو انه يميل للهدوء اكثر لأن نوتاته في البداية محدودة جداً. لكن لما اقتربت من الثلث الثاني، بدت تظهر نوتة عشبية محيرة.. النوتة العشبية بالنسبة لي نوتة حامضة استشعرها على جوانب اللسان واسفل الحلق، لكن هذي على الرغم من حموضتها احسها في سقف الحلق .. متعود على هذا الشعور انه يكون مصاحب لنوتة الجلود، لكن اول مرة تصادفني النوتة العشبية بالطريقة هذي. النوتة نفسها اعتيادية، بس مكان استشعارها هو الغريب. وفي هذا الثلث بدأ يتضح تعرج خط الاحتراق، لكنه ما يستدعي التدخل الا بشي بسيط.
في نهاية الثلث الثاني بدت تهدأ النوتة العشبية لكن ما حل محلها شي لفترة، ولكن من بعد الباند بدت تبين فيه نوتة معدنية (نحاسية؟) تذكرني بالطعم المعدني بفمي اذا جاني نزيف في الانف. النوتة ما هي مزعجة، بس الذكريات اللي تصاحبها غير جيدة. ما تنحسب ضد السيجار، لكن وجب التنويه لها.
التقييم النهائي (69/100):
حاولت أحب السيجار واستمتع بتجربته لكن للأسف ما أعطاني شي يخليه عالق بذاكرتي. كان فعلياً ممل من أول لآخره.. من باطنه وظاهره.. ولما تضيف لها عامل السعر مقابل القيمة يطلع لك سيجار أقل من متواضع بكثير. حتى لو تقول إنك بتخليه سيجار بريك غداء ما راح ينفع لأن وقت تدخينه قريب الساعة وربع من بدايته لين نهايته. باختصار، الـ سان كريستوبال دي لا هابانا برادو سيجار قابل للتجربة ولكن ليس للاقتناء.
Comments