top of page
  • Writer's pictureThamer

Quai D'Orsay No. 50


أخيراً جاء الوقت اللي أبدأ أكتب به مراجعات للسيجار الكوبي! راح نستهل هالمشوار بالسيجار اللي بنى له قاعدة جماهيرة غفيرة في السنتين اللي فاتت: كيه دورسيه نمبر 50 بمقاس بيتيت روبوستو (450).


كيه دورسيه تعتبر من العلامات التجارية الصغيرة بالعمر في كوبا، مقارنة بعمالقة كانوا يصنعون السيجار من حوالي 200 سنة. تم انشاء هذي العلامة التجارية عام 1973 بتوجيه من "فاليري جيسكار ديستان" اللي كان بفترة من الفترات وزير المالية والاقتصاد الفرنسي، وبعدين صار رئيس لفرنسا. كانت احدى طلباته هي وجود سيجار خفيف النكهة لدرجة انه ما يقدر يطغى على طعم الشمبانيا لما يشربها معه. أحد شركات التبغ الفرنسية تعاونت مع شركة كوبا توباكو (اللي كانت ماسكة تصدير السيجار الكوبي قبل لا ينشؤون هابانوس S.A) وبدأوا بإنتاج السيجار من هذي العلامة اللي اختاروا لها اسم كيه دورسيه... لكن ليه اختاروا هالإسم تحديداً؟


كيه دورسيه هي منطقة (شارع؟ جزء من شارع؟) تقع على نهر السين في باريس. كلمة "كيه" تطلق على جزء من الضفة اللي على نهر السين يسمونها بالعربية "رصيف". أحد أهم الأرصفة هذي اسمه دورسيه، وتكمن أهمية هذا الرصيف بتواجد سفارات الدول ووزارة الخارجية الفرنسية فيه، لدرجة إنه صار يطلق إسم "كيه دورسيه" على وزارة الخارجية الفرنسية، مثل ما يطلق على وزارة الدفاع الأمريكية اسم "بنتاغون".


يعني لو كان هذا السيجار بإيعاز سعودي، كان صار اسمه حي السفارات نمبر 50. :)


المشكلة اللي واجهتها هذي الشركة انها صارت niche (محصورة على عدد قليل جداً جداً من الزباين). يعني كانت متداولة بين عدد قليل من مدخني السيجار الفرنسيين والدبلوماسيين ورجال الأعمال اللي يزورونهم. في السنوات الأخيرة قرروا انهم يغيرون من استراتيجتهم ويفتحون حرية الوصول لمنتجاتهم لأكبر عدد ممكن من مدخني السيجار حول العالم. تبلورت هذي الخطة في بداية 2018، لما أطلقوا الكيه دورسيه نمبر 50 ونمبر 54. تزامن هذا الاطلاق مع تغيير في شكل العلامة التجارية بعد ما كان الباند حقها بيج وباهت وممل (مثل ما في الصورة اللي على اليسار)، صار ذهبي ولامع وبراق.


  • التركيبة:


هذا أسهل شي ممكن ينكتب لما نتكلم عن السيجار الكوبي. الغلاف الخارجي (الرابر)، والغلاف الداخلي (البايندر)، والحشوة (الفيلر) كلها من كوبا. الشي الوحيد اللي أقدر أفصّل فيه هنا هو إن الفيلر والبايندر من محاصيل منطقة في كوبا اسمها: فويلتا أباهو وتقع في الجزء الغربي من جزيرة كوبا. يطلق على هذي المنطقة "جنة التوباكو" لأنهم يقولون إن أفضل محاصيل التبغ في العالم بأكمله يطلع من هذيك المنطقة (مشار لها باللون الأخضر الغامق في الصورة اللي تحت). الغريب انه ما فيه أي معلومات عن الرابر في أي مكان. الشيئين الوحيد اللي نعرفهم هم لونه، وانه من محاصيل كوبا، وبس.


  • التقديم:


خلونا نتفق إن شكل السيجار الخارجي جذاب جداً. أول شي يخطف الإنتباه فيه هو الباند وتصميمه المحتوي على درجات الأصفر والذهبي والبني. الرابر ناعم ولكن ما هو مليء بالزيوت بشكل لافت للنظر وعيوبه ما هي ظاهرة للعيان (spoiler alert). ريحة السيجار تبغ صافي، ويمكن فيه لمحة بسيطة من القش. حجم السيجار مميز نوعاً ما، ويندرج تحت من أحجام السيجار اسمها الـ Serie D. مدخنين البارتاقاس D No. 5 راح يحسون بشعور حميم لما يكون الكيه دورسيه نمبر 50 في أيديهم لأول مرة.


  • تجربة التدخين:


بالبداية، أهم عقبة تواجه مدخن السيجار الكوبي هي فكرة اليانصيب اللي يدخلها من كل سيجار يقصه في ما يتعلق بالسحبة وانسدادها. مثل ما هو الوضع مع كل شي تتم صناعته باليد، لا بد ما يكون فيه أخطاء بشرية، والسيجار الكوبي ما هو حصين ضد شي زي كذا. الحمد لله كان حظي جميل بإن الدرو كانت مثالية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فيها مقاومة اقل من المتوسطة بشوي، وهذا شي محبب بالنسبة لي.


من السحبة الأولى، يغمرك التبغ الكوبي بطعمه المميز. ورائحة القش اللي كنت أشمها في السيجار بدت تتحول لشي ثاني أوضح في قوامه وحضوره. النوتة هنا عشبية جداً، لكنها خالية تماماً من الكلوروفيل. يعني ما هي نوتة عشبية تشبه ريحة العشب الأخضر اذا قصيته مثلاً، وهي النوتة اللي تكون طاغية في كوهيبا من السيقلو 3 وتحت. النوتة اللي هنا تشبه أوراق الشجر اذا تساقطت. كأن أحد أخذ قطعة من الخريف وخبأها في أماكن التذوق في فمك. نوتة حزينة، بس لذيذة. وملاحظة ثانية، كمية الدخان وكثافته أقل من المتوقع، بس ما هو بشكل مزعج.


لكن للأسف، الحين الأمور بتكون من جرف لدحديرة.



خط الاحتراق كان كأنه خريطة أفريقيا. وقبل لا تشغل الفيديو يمديك تشوف العرق اللي موجود في الرابر واللي الاحتراق قاعد يعبر من خلاله قبل تنزل الجمرة على باقي السيجار. احتاج الموضوع مني اني اصحح الاحتراق أكثر من مرة، بس المشكلة كانت لا تزال باقية. خطأ مثل هذا ما المفروض يكون موجود في سيجار مصنوع من أفضل المحاصيل الموجودة على وجه الأرض.


استمرت الإشكالية لين ما وصلت للباند. والصورة اللي حطيتها في وسائل التواصل الاجتماعي تبين كيف خط الاحتراق لا يزال متعرج. المشكلة إنه من بعد الباند الشي الوحيد الجميل في السيجار اختفى. النوتة اللي كنت اتكلم عنها في البداية راحت، وبقى طعم التبغ لكنه صار مركز بشكل غير متوازن.


لكن فيه نقطة تنحسب لصالح السيجار وتبين كيف البناء (الـ construction) حقه كان على مستوى عالي جداً من الحرفية. الرماد كان متماسك إلى سحبات بسيطة قبل لا أنتهي من السيجار. أتمنى لو كانت تجربة التدخين ككل ترتقي لمستوى الحرفية هذا.



التقييم النهائي: (71/100):


الكيه دورسيه نمبر 50 كان سيجار محير بالنسبة لي. طوال تجربة التدخين وأنا أحاول أفهم الخانة اللي أقدر أحطه فيها. فقر النوتات اللي فيه بالإضافة لقصر وقت التدخين اللي ما تجاوز الـ 45 دقيقة تخليني أتسائل إذا ممكن ينفع كسيجار بريك غداء. لكن السعر مقابل القيمة اللي تطلع بها منه تخلي عشرات الخيارت الكوبية وغير الكوبية تتفوق عليه بشكل لا يترك مجال للشك. حتى جرعة فيتامين ن كانت لا تكاد تذكر.


أنصح بتجربته ولو لمرة واحدة حتى تقرر بنفسك.



コメント


bottom of page