top of page
  • Writer's pictureThamer

Perdomo Habano Barrel Aged Sun Grown Epicure



سيجار اليوم جاي من واحدة من أقرب الشركات المصنّعة لليبجار لقلبي: بيردومو، اللي كانت واحدة من أول مراجعات السيجار اللي سويتها لسيجارهم الشامبين (كنيتيكيت رابر) احتفالية العشر سنوات. لا زلت أعتبره واحد من أفضل أنواع السيجار اللي تستعمل الرابر هذا في السوق، ووقتها أخذ تقييم عالي جداً لملائمته لجميع الأذواق، وبالذات المبتدئين. لكن قبل لا نتكلم عن سيجار اليوم، خلونا ناخذ فكرة سريعة عن الشخص وراء هذي العلامة التجارية: نِك بيردومو الإبن.


جد بيردومو الأكبر هاجر من إيطاليا لكوبا في مطلع القرن العشرين، ومن وصل هناك بدأ يشتغل في صناعة السيجار، وابناءه واصلوا العمل في هذي الصناعة حتى بعد وفاته، لكن مع أحداث الثورة في كوبا، هاجرت العائلة إلى أمريكا. بعد ما تخرج من الجامعة اشتغل نِك بيردومو الإبن كمراقب جوي في نهاية الثمانينات / بداية التسعينات. في هذاك الوقت كان الشيطان يوسوس له ويقول له ياخي ليه ما تفتح لك مصنع سيجار وتسنع عمرك مثل أجدادك؟


بيردومو كان خفيف الله يصلحه وما كذب خبر، وفتح شركته المختصة في تصنيع السيجار عام 1992 وهو لا يزال على رأس العمل. وقتها ما كان عنده الا ثلاث موظفين يلفون السيجار بالإضافة له هو وزوجته اللي كانوا مسؤولين عن التعبئة والتغليف.. وكان وقتها يشتري التبغ من المزارع ويعتمد على تصنيع السيجار لغيره.. يعني مثلاً، محل عنده فكرة لسيجار معين، يجيبون بيردومو ويقولون له سوّ لنا السيجار الفلاني بالمواصفات العلانية ويسويه لهم. أهم المراحل اللي مروا فيها كشركة هي كالتالي:


  • 1997: بيردومو طلّع أبوه من التقاعد وطلب منه يساعده في شراء مزرعة تبغ وتجهيزها في ايستيللي في نيكاراجوا. في نفس السنة وصلوا لمبيعات مليون سيجار في السنة.


  • 2001: توسعوا في شراء المزارع وانتقلوا لمصنع جديد ووصل عدد العاملين في الشركة لـ 700 موظف.


  • اليوم بيردومو تنتج 15 مليون سيجار في السنة وفيها قرابة الـ 5000 موظف في العالم.


سيجار اليوم حصيلة حب بيردومو للتجربة في عالم السيجار ومحاولة الوصول لمكونات سيجار غير اعتيادية. خلونا نبدأ من الداخل: الفيللر (حشوة السيجار) عبارة عن بذرة كوبية تمت زراعتها في نيكراجوا، وكذلك البايندر (الغلاف الداخلي) وكل هذي المكونات معتقة ما بين 4 سنوات إلى 6 سنوات قبل لفّ السيجار. إلى الآن وكل شي اعتيادي ومشابه لأي سيجار موجود في السوق. أما الرابر (الغلاف الخارجي)، فقصته مختلفة.. وهنا قواعد اللعبة تتغير.



  • التقديم:


لما يكون السيجار في يدك أول شي تنتبه له هو كيف إن كل شي فيه يصرخ بكلمة: "نحاسي".


الباند الرئيسي والباند اللى على الفوت (مكان ما تولع السيجار) تصميمهم جميل جداً وروح بيردومو واضحة فيهم واثنينهم يتلاعبون باللون النحاسي والأبيض والذهبي بشكل ملفت. لكن الباند لحاله ما كان ممكن يكون ملفت لولا لون الرابر اللي يشكك انه هو والباند طالعين من مطبعة واحدة.


الرابر يجمع تضادات كثيرة تخليه مثير للاهتمام. أولاً، نعومته الواضحة جداً باللمس، مقرونة بلمعة بسيطة فيه، تجي متضادة تماماً مع انعدام طبقة الزيوت على الرابر. ومن جهة ثانية، نعومة الرابر متضادة مع سُمك الورقة وقوتها. بس هذا كله ولا شي عند رائحة الرابر. مزيج رهيب من الأخشاب والمكسرات والقرنفل بشكل متناغم ويحمس للتجربة. سبب هذي الرائحة تعود لطريقة التعتيق المستخدمة، ولهذي أحتاج إني أعيد شرح سبق وذكرته في اللايف على انستجرام.


رابر السيجار هذا تم انتقاءه من مزارع بيردومو في نيكاراجوا.. ومن نخبة هذي الأوراق، تم اختيار مجموعة لتعتيقها لمدة لا تقل عن 6 سنوات. من الأوراق المعتقة هذي تم اختيار نخبة حتى يتم تعتيقها لمدة 10 أشهر إضافية في براميل خشبية، واللي بالعادة يتم استعمالها لتعتيق المشروبات الروحية.. مصانع التقطير في أمريكا مرتبطة بتشريعات حكومية تمنعهم من استعمال البرميل أكثر من مرة لصنع المشروبات الروحية، ولهذا السبب يدورون على مصانع أخرى غير محكومة بهذي التشريعات حتى يبيعون البراميل هذي عليهم بدل اتلافها، ونشأ عن هذي الممارسة سوق كبير لشراء هذي البراميل الخشبية. لكن حتى نفهم أهميتها لصناعة التبغ، نحتاج نفهم طريقة صنع هذي البراميل وصولاً لفهم تأثيرها القوي على الرابر.


البراميل الخشبية هذي عبارة عن ألواح يتم ثنيها وضغطها بحلقات معدنية. بعد ما يتم ضغطها وتشكيل الشكل الخارجي للبرميل، يتم حرقها من الداخل بدرجات حرارة مختلفة (مثل ما هو موضح في الصورة):



البراميل يتم حرقها بدرجة حرارة واحدة، لكن تختلف مدة الحرق اللي في أقصى حالاتها ما تتجاوز الدقيقة الواحدة (نظراً لارتفاع درجة الحرارة المهول). البراميل المستعملة في صناعة البوربون، وهي البراميل اللي اختارها بيردومو لسيجار اليوم، يتم حرقها ما بين 40 إلى 60 ثانية، وينتج عنها تفحم مساوي لرقم 6 في الصورة التالية:



لكن ليه مهم إنه تكون فيه طبقة من الفحم داخل البرميل؟


أنواع الفلترة كثيرة ومتنوعة، لكن كلها تقع تحت واحد من ثلاث تصنيفات:


  • الفلترة بالإضافة: وهذي مماثلة لإضافة الكلور في المسبح أو إضافة منقيات الديزل السائلة لإزالة الشوائب.


  • الفلترة بالإزالة: وهذي مماثلة لفلاتر الماء اللي نركبها في البيت، أو حتى فلاتر القهوة اللي نستعملها في التقطير.. وطريقة عملها بحبس الشوائب داخل مسام الفلتر.


  • الفلترة التحولية: واحدة من أهم طرق التنقية الحديثة اسمها الكربون النشط، وهذا عبارة عن حصيلة تفحم بعض المواد العضوية بدرجات حرارة عالية جداً اللي تخليها تصير "نشطة". عملية الفلترة من خلال الكربون النشط تأخذ الشوائب اللي موجودة في السائل أو الغاز اللي يمر من خلالها وتزيلها عن طريق التفاعل بمجرد ما تلامسها. خشب البرميل اللي نتكلم عنه اليوم يقع تحت هذا التصنيف.


لما يتم تخزين الرابر داخل البراميل هذي ويقفلون عليه لمدة 10 شهور، البرميل يصير يتمدد وينكمش بتأثير فارق الحرارة بين النهار والليل. مع كل تمدد وانكماش، الهواء المحبوس مع أوراق الرابر يصير يمر من خلال الفحم خروجاً من البرميل ودخولاً له. معناته الهواء اللي داخل يتم تنقيته بشكل يومي طول فترة تعتيقه الإضافية، وينتج عن عملية التنقية هذي رابر مختلف تماماً عن أي شي ثاني موجود في السوق. (راح يكون لنا عودة مع أكثر من سيجار يستعمل طريقة التنقية هذي واللي بالمناسبة كلها غير كوبية).



  • تجربة التدخين:


قصيت السيجار باستعمال الستريت كت.. جربت السحبة وكانت محدودة شوي وأضيق من الشي اللي أفضله لكن ما هو لدرجة انها تحتاج تدخل من البيرفيكدراو. السحبة قبل لا أولع كان حضور الأخشاب فيها قوي جداً، حتى أقوى من شم السيجار.


بعد ما ولعت السيجار، السحبتين الأولى كانوا عبارة عن فوضى لذيذة. تبتدي النوتات بشكل خشبي طاغي، لكن يجي معها نوتات البهارات بشكل واضح، وأوضح ما فيها حرارة الفلفل الأحمر والبابريكا. بعد ما انفخ الدخان المذاق العالق في الفم عبارة عن المزيد من الأخشاب الجافة ومعها نوتة الجلد في سقف الحلق بالإضافة لمذاق حمضي أحسه في أطراف اللسان الأمامية. المثير للانتباه هنا ان الدخان جاااااف جداً بشكل ما هو مفاجئ لخلو الرابر من الزيوت العطرية.


أحتاج أنوه هنا ان السيجار محفوظ في درجة حرارة ورطوبة ثابتين على مدى سنة وشهرين تقريباً (من أبريل 2020)، وقبل لا أدخن أي سيجار للمراجعة أقيس درجة الرطوبة الداخلية، وكانت 70rh.

طبعاً التنويه اللي فوق دلالة ان التجربة راح تكون في انحدار من هنا. مع تعمقي في الثلث الأول، كنت ارجو ان الفوضى اللي في بدايتها كانت مثيرة للاهتمام انها تهدأ شوي ويكون فيه تناغم بين النوتات بشكل أفضل.. اللي حصل هو ان نوتات البهارات والأخشاب كانت كل ما لها في ارتفاع مع اختفاء شبه تام لنوتة الجلود. محدودية السحبة كانت تجبرني اني اسحب سحبتين متوالية وبديت ألاحظ إن خط الاحتراق بدأ يصير متعرج لدرجة اني احتاج إني اعدله كل ما طال الرماد 2 او 3 سم.



كمية الدخان أيضاً كانت أقل من المتوقع بكثير.. لا من ناحية الكمية ولا من ناحية الكثافة. لكن في الثلث الثاني بدت تزيد كمية الدخان بشكل ملحوظ، لكن المزيج بين نوتات الخشب والبهارات لا زالت مزعجة بحدتها.


وصلت للثلث الثالث وشلت الباند وهنا بدت النوتة الحمضية اللي لاحظتها في الثلث الأول بالعودة بشكل متزايد لدرجة اني ما قدرت اخلص الثلث هذا من كثر ما كانت مزعجة.



  • التقييم النهائي (62/100):


للأسف كانت التجربة مخيبة جداً جداً جداً للآمال. خاصة لما نتكلم عن سيجار يستعمل تكنيك مختلف في تعتيق التبغ. سقف التوقعات اللي دخلت فيه للتجربة كان عالي لأنه أولاً من بيردومو، وثانياً السيجار نيكاراجوا بورو (كل مكوناته من نيكاراجوا)، وثالثاً والأهم كل عوامل التقديم تحمل دلائل تقول إنه تجربة عظيمة.


الخلاصة، ما أنصح بتجربة هذا السيجار على الاطلاق.

Comments


bottom of page