top of page
  • Writer's pictureThamer

Illusione Fume D’Amour Lagunas



في رحلة البحث عن سيجار مناسب للصباحات المشرقة، كنت دائماً ما أركز جهدي على محاولة الحصول على سيجار يكون مناسب لصباحات الويكند. حجمه يكون ما بين روبوستو وتورو، مدة تدخينه بين ساعة وربع إلى ساعة ونصف، ويكون قوامه خفيف وكريمي، وجرعة النيكوتين فيه هادئة. المشكلة في تصنيفات مثل هذي انها ما تنطبق على صباحات أيام الأسبوع، نظراً لضيق الوقت في الصباح.. لكن هذا ما يعني ان رحلة البحث عن سيجار يملأ هذا الشاغر قد انتهت.

اليوم راح تكون مراجعة السيجار اللي اشوفه أفضل سيجار صباحي لأيام الأسبوع بلا منازع: سيجار فيوم دي أمور (تترجم لـ حُب الدخّان) من إلوزيونيه.


سبق وتكلمنا في المدونة عن إلوزيونيه وعن الرجل وراء هذي العلامة التجارية المثيرة للاهتمام، وما يمنع إننا نعيد حديثنا عنه هنا:


في عام 1988، كان فيه شاب لطيف توه متخرج من الجامعة اسمه ديون جيوليتو بتخصص موسيقى، وعينوه كمحاضر في الجامعة في نيفادا، وكانت صباحاته مخصصة للتدريس فيها.. لكن التجربة هذي أثبتت له إن مهنة التدريس كانت من أكثر الأشياء اللي يكرهها في الحياة. حاول بعدها يتسغل شهادته في الموسيقى وانضم لفرقة موسيقية، لكن مثل كل الموسيقيين الثانين في بدايتهم، كان يحتاج لوظيفة تدر عليه دخل ثابت. لقى وقتها وظيفة في سلسلة محلات تبيع التبغ اسمها "تندر بوكس".


أثناء عمله في "تندر بوكس" لقى ان مشترين السيجار ما عندهم خيارات كثيرة ومتعددة من ناحية السيجار اللي يقدرون يشترونه من المحل اللي يشتغل فيه نظراً لارتباط "تندر بوكس" باتفاقيات توريد من شركات كبيرة فقط. حاول يقنع مديره انهم يجيبون أنواع ثانية من السيجار، وما نفع. حتى حاول إنه يقنعه انه يشتري المحل منهم ويديره بنفسه.. قابلوه بالرفض بعد. قام استقال من عندهم وفتح محل خاص فيه متخصص بالسيجار.


في بدايته في المحل قوبل بالرفض لما بدأ يطلب من الشركات الكبيرة انه يورد سيجار من عندهم مباشرة. حتى دافيدوف رفضوا لأنهم ما يبون يزعلون الموزعين اللي موجودين في لاس فيقاس في البداية. الصعوبات هذي خلته يلتفت لموجة البوتيك سيجار اللي كانت في بداية فورتها. ساقه الحظ لإنه يلتقي بـ بيت جونسون (صاحب تاتواهي اللي سبق وسويت مراجعة لسيجارهم فاوستو) طلب من جونسون انه يسوي له كستم سيجار بحجم روبوستو، وقال له راح آخذ منك 50 بوكس حتى أجرب قابلية الناس له. سمى السيجار هذا 88 نسبة للسنة اللي تخرج فيها ورجع لنيفادا. ولما شاف الإقبال الشديد على السيجار هذا قرر انه يسوي علامته التجارية الخاصة فيه، وسماها إلوزيونيه، وهو اسم له علاقة بنظريات المؤامرة والأطباق الطائرة، إلى آخر هذي الخزعبلات اللي يؤمن بها جيوليتو بشكل كامل.. :)


في 2006، كان الاطلاق الرسمي للعلامة التجارية. ومن وقتها ولاينات كثيرة من خطوط إنتاجهم بدت تحتل مراكز متقدمة في قوائم سيجار العام.. حتى إنهم وصلوا للمركز الثالث عام 2014 في مجلة سيجار أفشيونادو. السيجار اللي قفز بهم إلى هذا المركز هو سيجار فيوم دي أمور اللي نتكلم عنه في هذي المراجعة، ونزل بأربعة أحجام مختلفة.. أحد هذي الأحجام هو اللاقوناز، وهو سيجارنا لليوم.



  • التقديم:


كل الأحجام المقدمة من هذا السيجار تجي في بوكسات مكونة من 25 سيجار، إلا حجم اللاقوناز (طوله 4,25 انش والرينق قيج 42) يجي في يوكس من 50 سيجار. تصميم البوكس جميل، ويجي عبارة عن بوكس عادي له غطاء يُسحب للأمام، لكن اللي يميزه هو وجود فتحة تقدر تحط الغطاء عليها ويصير الغطاء مثل اللوحة الدعائية.. أعتقد التصميم هذا ملائم جداً لمحلات السيجار حتى ما يضطر العميل إنه يطلّ داخل اليوكس حتى يعرف معلومات السيجار. تفصيل صغير، لكن له تأثير قوي.


مكونات الفيوم دي أمور بالكامل من نيكارجوا، والرابر اللي عليه مميز جداً بلونه البني المحمر وكأنه شقيق الميبل سيرب. واللي يميزه أكثر هو ملمسه الناعم والزيتي لدرجة انك تحس انه يبقى من آثار الزيوت العطرية على أطراف أصابع يدك. شي آخر مميز في الرابر، وهو كونه mottled، وهذا وصف يطلق بالعادة على التصبغات اللي تحصل على السطح الخارجي من الرابر، وما تعتبر عيب في الزراعة أو التصنيع، ولكن هي من بقايا عملية التعتيق. باند السيجار جميل ببساطته ورايق بألوانه اللي تمزج الذهبي بالعنّابي والمتناغمة مع لون الرابر. وبمجرد إنك تطلع السيجار من السيلوفان اللي عليه وتجرب تضغطه راح تلقاه مليان بالتبغ بشكل مُرضي. حتى وزنه باليد يدلّك إن السيجار فيه خير. بس الغريب إن رائحة السيجار الخارجية خفيفة جداً وإن كانت تعطي إنطباع يميل للجلود بشكل عام، لكنها خفيفة جداً.. النوتة نفسها تتضح بشكل أكبر لما جربت الفوت (مكان ما تولّع السيجار).



  • تجربة التدخين:


ليش الفيوم دي أمور بحجم اللاقوناز مميز في محيط متلاطم من علامات السيجار التجارية؟ اللي يميزه وبكل بساطة هو مستواه العالي في ظل غياب أحد أهم مكونات السيجارعلى الإطلاق: ورقة اللهيرو.


من باب التذكير، تنقسم شجرة التبغ إلى ثلاث أقسام (أربعة إذا إنك تسأل دافيدوف).. أعلى هذي الأوراق، وأصغرها عمراً، وأكثرها تعرضاً للشمس هي أوراق اللهيرو. عادةً في أنواع السيجار يتباهون بوجود هذي الورقة بسبب قوتها وبطئ احتراقها وكمية النيكوتين فيها.. حتى بعض الشركات مثل روماكرافت تخصصوا في زراعة نبتات تبغ يكون الليهرو فيها يحتوي على أضعاف ما تحتويه الأنواع الثانية من النيكوتين. شركات ثانية مثل LFD عندهم خطوط إنتاج تحتوي على ضعف كمية أوراق اللهيرو في سيجارهم مقابل بقية أنواع التبغ.


فكان التحدي هنا قدام ديون جيوليتو هو إنه ينتج سيجار مليء بالطعم والنكهة بدون استعمال هذي الورقة، وفعلياً وصل لمراده وبكل جدارة بالإعتماد على محصول قوي جداً وعميق بالطعم من مزارع أقانورسا المملوكة لإدواردو فيرنانديز في نيكاراجوا.


بالعادة الأحجام الصغيرة هذي من السيجار تخاف عليها من نوع القصّ، ولكن نظراً لكبر حجم الكاب على السيجار، جربته بالستريت كت وجربته بالـ V كت وكانت مثالي في المرتين. هالمرة اخترت إني أقصه باستعمال الستريت كت. السحبة أكثر من رائعة وفيها مقدار لا بأس به من المقاومة راح يخلي تدخينه ممتع.


ولعت السيجار وابتدت معه عاصفة النكهة اللذيذة!


تعرف كيف لما يكون في يدك برجر سادة؟ طعم اللحم فيه لذيذ.. الخبز مش بطّال، لكنه سادة. الحين فكّر في الفرق بين كل قضمة من البرجر السادة هذا وبرجر مليان صوص وجبن معتّق ومكونات اضافية موزونة بطريقة صحيحة.. فرق كبير، صح؟ هذا نفس الفرق اللي لقيته بين السيجار هذا وبين بقية أنواع السيجار الصباحية.. فيه عمق بالطعم للتوباكو ونوتاته بشكل لذيذ وشهي.

في بداية السيجار يتسيد التبغ النيكاراجوي الموقف بعمقه ولذته.. وتقدر تميّز معه نوتات الجلود بشكل واضح جداً مطعّمة ببهارات وفلفل أسود لكنها ما هي واضحة في الفم، بس تهز أركان جيوبك الأنفية مع الريتروهيل (خروج الدخان من الأنف). نوتات الجلد فيه مصحوبة بخشب شديد الرطوبة.. وكأنك فاتح باب walk-in هيوميدور. و في آخر المذاق العالق في القم يبقى شي مرّ في الفم، لكنّها مرارة لذيذة تشبه المرارة العالقة في الفم بعد بعذ أنواع المكسرات، مثل البندق.


والغريب فيه هو كثافة دخانه .. فعلياً، كأنك قاعد تحشي فمّك باستعمال كرات من القطن.. الدخان كثيف لدرجة إنك ممكن تعلكه، ويترك الفم ناشف جداً، وهذا شي يخلي قهوتك تصير أجمل بـ 100 ضعف. ما تشربها مزاج فقط.. يجبرك تشربها احتياج. ملاحظة جانبية: ركز على قهوة تكون الجزء الأساسي من نوتاتها الكاكاو هنا، وأبعد تماماً عن الحمضية.


نظراً لصغر حجم السيجار ما فيه هذاك الانتقالات في النوتات من ثلث إلى ثلث أو من نصف إلى نصف. الشي الوحيد اللي يتغير مع استمرارية السيجار هو الازدياد المتدرج في البهارات بشكل واضح. وبالنسبة لي هذا مطلبي في سيجار صباحي الهدف منه تجربة تكون موحدة في وقت يعتبر قصير نسبياً.


لكن السيجار ما هو بدون عيوب، للأسف. نظراً لعدم احتواءه على اللهيرو (أبطأ ورقة في الاحتراق)، عملية احتراق السيجار صايرة متروكة لمزاج المكونات الثانية، وهذا شي أثّر سلباً على تماسك الرماد (وهذا شي مزعج في سيجار ممكن مكان تدخينه ما يكون مهيّأ 100%)، وغياب اللهيرو أثّر سلباً على خط الاحتراق. يعني في سيجار بحجم اللاقوناز ورينق قيج 42، الضرر واقع، بس ممكن احتواءه بسهولة.. لكن في رينقات أكبر، راح يكون كارثي.



  • التقييم النهائي (93/100):


الفيوم دي أمور بحجم اللاقوناز من ألوزيونيه سيجار غيّر قوانين اللعبة ولخبط طريقتي في تقييم السيجار بشكل كامل، ولكني كنت سعيد جداً باكتشافه واستكشافه. يمكن ما كان راح يحصل على هذا التقييم العالي لولا قدرته على تسيّد فئة ووقت تدخين نادر بالنسبة لي:


  1. وقت تدخين قصير (أقل من 30 دقيقة).

  2. تجربة موحّدة من بدايتها لنهايتها.

  3. ما يترك رائحة كريهة في الملابس مثل التوسكانو، وأي عطر leathery راح يكون أجمل بحضوره.

  4. كمية دخان مهولة تخلي تجربة التدخين ممتعة.

  5. كمية نيكوتين قليلة بشكل ما يؤثر على مزاجك في الصباح.


لكن مثلاً، ما أتخيل ممكن أدخنه بعد وجبة دسمة.. أو أثناء تدخين الاسترخاء في المساء.. لكن في الصباح مع كوب قهوة يليق به؟ يا ساتر يا الجمال :)


في الفترة القادمة راح أواصل استكشاف أنواع السيجار اللي ممكن تنافس في هذي الفئة، ولكن إلى لحظة كتابة هذي المراجعة، هذا قمة الهرم بلا منازع.

Comments


bottom of page