top of page
  • Writer's pictureThamer

Illusione 88 Candela



من أكثر الأشياء اللي أحبها في كتابة المراجعات هذي هو معرفة قصص الاشخاص اللي يصنعون السيجار اللي ندخنه، لأني أحس إنك تقدر تستقي كثير من فلسفة السيجار من معرفة تاريخ اللي صنعه. ومن الأشخاص المثيرين للاهتمام في هذي الصناعة هو الرجل وراء العلامة التجارية اللي راح نتكلم عنها اليوم: إلوزيونيه.


في عام 1988، كان فيه شاب لطيف توه متخرج من الجامعة اسمه ديون جيوليتو بتخصص موسيقى، وعينوه كمحاضر في الجامعة في نيفادا، وكانت صباحاته مخصصة للتدريس فيها.. لكن التجربة هذي أثبتت له إن مهنة التدريس كانت من أكثر الأشياء اللي يكرهها في الحياة. حاول بعدها يتسغل شهادته في الموسيقى وانضم لفرقة موسيقية، لكن مثل كل الموسيقيين الثانين في بدايتهم، كان يحتاج لوظيفة تدر عليه دخل ثابت. لقى وقتها وظيفة في سلسلة محلات تبيع التبغ اسمها "تندر بوكس".


أثناء عمله في "تندر بوكس" لقى ان مشترين السيجار ما عندهم خيارات كثيرة ومتعددة من ناحية السيجار اللي يقدرون يشترونه من المحل اللي يشتغل فيه نظراً لارتباط "تندر بوكس" باتفاقيات توريد من شركات كبيرة فقط. حاول يقنع مديره انهم يجيبون أنواع ثانية من السيجار، وما نفع. حتى حاول إنه يقنعه انه يشتري المحل منهم ويديره بنفسه.. قابلوه بالرفض بعد. قام استقال من عندهم وفتح محل خاص فيه متخصص بالسيجار.


في بدايته في المحل قوبل بالرفض لما بدأ يطلب من الشركات الكبيرة انه يورد سيجار من عندهم مباشرة. حتى دافيدوف رفضوا لأنهم ما يبون يزعلون الموزعين اللي موجودين في لاس فيقاس في البداية. الصعوبات هذي خلته يلتفت لموجة البوتيك سيجار اللي كانت في بداية فورتها. ساقه الحظ لإنه يلتقي بـ بيت جونسون (صاحب تاتواهي اللي سبق وسويت مراجعة لسيجارهم فاوستو) طلب من جونسون انه يسوي له كستم سيجار بحجم روبوستو، وقال له راح آخذ منك 50 بوكس حتى أجرب قابلية الناس له. سمى السيجار هذا 88 نسبة للسنة اللي تخرج فيها ورجع لنيفادا. ولما شاف الإقبال الشديد على السيجار هذا قرر انه يسوي علامته التجارية الخاصة فيه، وسماها إلوزيونيه، وهو اسم له علاقة بنظريات المؤامرة والأطباق الطائرة، إلى آخر هذي الخزعبلات اللي يؤمن بها جيوليتو بشكل كامل.. :)


في 2006، كان الاطلاق الرسمي للعلامة التجارية. ومن وقتها ولاينات كثيرة من السيجار اللي يصنعونه بدت تحتل مراكز متقدمة في قوائم سيجار العام.. حتى إنهم وصلوا للمركز الثالث عام 2014.


نرجع لسيجار 88 اللي يعتبر من أهم لايناتهم.. السيجار الأصلي نزل برابر (غلاف خارجي) من الكوروهو، لكن قرروا في 2011 انهم ينزلون نسخة محدودة منه برابر الكانديللا الأخضر. وراح نتكلم عن الفرق بينهم تحت..



  • التقديم:


حتى نعرف سبب لون هذا الرابر الغريب، نحتاج نرجع بالزمن لنهاية الخمسينات الميلادية. في هذاك الوقت كان السيجار في السوق الأمريكي إما ممتلئ القوام ولونه من درجات البني، او خفيف ولونه من درجات الأخضر. الكوبيين كانوا يستعملون طريقة في التعتيق سريعة جداً حتى يواكبون الطلب الكبير على بضاعتهم. طريقة التعتيق هذي يستعملون فيها درجات حرارة عالية جداً لفترات قصيرة توصل الرابر لدرجة التعتيق المطلوبة ولكنها تحبس الكلوريوفيل في الورقة وهذا اللي يعطيها لونها الأخضر. الرابر الأخضر اللي كان يجي من كوبا فيه نوتة حالية وحموضة بسيطة وكان عليه اقبال شديد.


بعد مقاطعة كوبا، حاولوا في دول ثانية انهم يتبعون نفس طريقة التعتيق هذي مع اوراق التبغ اللي عندهم لكن للأسف ما نجحت لأن النتيجة تطلع حامضة جداً وغير مقبولة. تصاحبت الفترة هذي مع بزوغ نجم الكنيتيكيت شيد واللي صار هو العلامة المعروفة للسيجار الخفيف.. من وقتها رابر الكانديللا شبه اختفى، ولكنه رجع للسطح في السنوات الأخيرة لما مصنعين كبار مثل أرتورو فوينتي بدوا ينتجون سيجار باستعمال الكانديللا.


سيجار اليوم يجي بحجم الروبوستو (552)، وكل مكوناته من نيكاراجوا. أول ما طلعت السيجار من السولوفان بديت اتفحصه لأن الرابر هذا حساس جداً لو ترفع صوتك جنبه ممكن انه ينشق. اول شي لفت نظري هو ان اللون ما هو أخضر جداً مثل ما هو طالع في الصور، لكنه يميل للتفاحي الفاتح.. لكن الإضاءة لعبت دور كبير في اظهار درجة اللون مثل ما هو مبين في الصور. الشي الثاني اللي ما راح تقدر تصدقه لما تلمس الرابر باصابعك هو النعومة والرقة اللي تصاحب اللمس.. ذكرني بالبلاستيك اللاصق اللي يستعمل بحفظ الأطعمة. طبقة الزيوت ما هي واضحة للعيان لكنها محسوسة لما تمرر اصابعك عليه.


الرابر له رائحة عشبية محببة، والفون (مكان ما تولع السيجار) يصاحبها رائحة طينية لا باس فيها. إلى الحين وكل شي يبشر بالخير.



  • تجربة التدخين:


في البداية قصيت السيجار باستعمال الستريت كتر، وجربت السحبة وكانت محدودة بشكل أكثر من اللي أنا أفضله. قصيته مرة ثانية، وجربت السحبة وكانت مثالية. السحبة كانت محملة بنفس النوتة الطينية اللي شميتها في الفوت.


بديت بتحميص الفوت بشكل حذر جداً لأن منظر الرابر وهو يتحول من الأخضر للأسود كان مرعب.. جربت السحبة الأولى وكانت كمية الدخان محبطة نوعاً ما، بس نكهة التبغ كانت جيدة جداً. في البداية كانت النوتات متوافقة مع أي حكم مسبق عندك عن هذا السيجار: عشبي جداً. فيه وجود للبهارات المعروفة عن التبغ اللي من نيكاراجوا لكن بشكل هادئ. بس الحموضة العشبية حاضرة وكل ما تعمقت أكثر في الثلث الأول بدت تصطبغ بنوتة حالية بشكل بسيط.


طول الثلث الأول، كنت جالس أحاول أثبت النوتة الحمضية وأفهمها أكثر. في نهاية 2019، انقطعت بالكامل عن كل منتجات الكافيين، وكنت وقتها في رحلة بحث عن بدائل مناسبة للشرب. أحد أهم بدائل الشاي هي المشروبات المنكهة واللي غالباً ما تكون محتوية على الهبيسكيس (الكركديه). حموضة الهيبيسكيس غريبة نوعاً ما.. تحسها على مقدمة أطراف اللسان، ما هي مثل حموضة الليمون اللي تحسها على اطراف اللسان بالكامل. كانت حمضية السيجار هنا مقاربة جداً للطريقة اللي تشتعر فيها هذا النوع من الحموضة.



لما انتقل السيجار للثلث الثاني تحسنت كمية الدخان الصادرة منه بشكل كبير جداً. وما هو بس الكمية، حتى كثافة الدخان اللي تحسها تغلف الفم بالكامل وتبقى عالقة فيه. هنا السيجار كان كريمي جداً، عشبيته لا زالت ملحوظة لكن لذعة البهارات بدت تتغير لنفس حرارة الزنجبيل بدون طعمه. كنت مذهول جداً بأداء السيجار في المرحلة هذي. الشي الثاني اللي لاحظته لما انتصفت في السيجار انه ما فيه أي حضور يذكر للنيكوتين على الاطلاق. بالإضافة لإن خط الاحتراق كان مثالي وماشي زي المسطرة.


لما بديت أقرب من الباند بدأ تغير الثلث الأخير.. راحت عشبية السيجار بالكامل وبدت نوتة مرة بالظهور تشبه الهيل بشكل كبير، لكن للأسف كل ما تعمقت بالثلث الأخير كل ما صارت هذي النوتة أقوى وأكثر حدة، بالإضافة لإن السيجار بدأ يحتمي بشكل ملحوظ. الشي هذا يخلي تدخين السيجار للـ nub شبه مستحيل.



  • التقييم النهائي (84/100):


لما كنت حاط السيجار في قائمة المراجعات، كانت آمالي جداً منخفضة له. توقعته راح يكون سيجار أحادي النوتة وممل، لكن لحسن الحظ فاجأني على كل الأصعدة. انتقال النوتات من ثلث لثلث كان رائع، وانخفاض منسوب الدخان في الثلث الأول عوضه باقي السيجار بشكل جميل. بسبب حجم السيجار ما أعتقد إنه يصلح نهائياً لإنه يكون سيجار بريك غداء، لكن ممكن يكون سيجار صباحي أو سيجار بعد وجبة خفيفة، خاصة مع جرعة النيكوتين الخفيفة اللي فيه واللي متمركزه بشكل كامل في الثلث الأخير.


الأكيد إنه سيجار رائع جداً كمدخل لرابر الكانديللا، وحمسني كثير لتجربة المعروض من ارتورو فوينتي وكاماتشو وغيرهم.

Comments


bottom of page