top of page
  • Writer's pictureThamer

Hakkasan - Abu Dhabi




في زيارتي الأخيرة لأبو ظبي، كان عندي رغبة في تجربة المطاعم الحائزة على نجمة ميشلان، وكانت البداية عند مطعم هاكاسان.. لكن قبل ما نتكلم عن التجربة خلونا نتعرف على سلسلة المطاعم هذي وكيف نشأتها.


  • مقدمة:


في عام ٢٠٠١، تم افتتاح أول فرع لهاكاسان في لندن، وسرعان ما انتشر صيتهم بتقديم الأطباق الصينية (تحديداً الكانتونية) ممزوجة بتجربة معاصرة وفخمة. وما كمل المطعم سنتين من افتتاحه إلا وهو حائز على نجمة ميشلان، واللي تجعل منه أول مطعم صيني يفوز بهذا اللقب في لندن. مرت الأيام، وفي ٢٠٠٨ باع الشيف المؤسس للمطعم أغلب حصته لصالح شركة إماراتية مقرهم في أبو ظبي اسمها "تصاميم العقارية،" وبمجرد ما نتقلت الملكية لهم بدأوا بالتوسع مباشرة خارج بريطانيا، وفرعهم الثاني في لندن حاز على نجمة ميشلان أخرى.. والجدير بالذكر إن الفرعين لا زالوا محافظين على نجماتهم (الرئيسي لأكثر من ٢٠ سنة وفرع لندن الثاني لحوالي ١٢ سنة). باقي أذكى إنه في أبريل من هذا العام تم شراء المجموعة المالكة لسلسلة مطاعم هاكاسان بقيمة ٥٥٠ مليون دولار.



أثناء ما كانت قصة هاكاسان في بداياتها في ٢٠٠١، كورنيش أبو ظبي كان يشهد بداية مشروع فندق على درجة عالية من الرفاهية تحت مسمى "قصر الإمارات" وتم استكمال بناءه في وإسناده للكمبنسكي حتى يديرونه. لكن في عام ٢٠٢٠، تم تغيير إدارة الفندق وإسنادها لماندارين أورينتال. خلال وقت ما كان قصر الإمارات تحت إدارة الكمبنسكي تم افتتاح فرع هاكاسان أبو ظبي، واحتاج المطعم ينتظر فترة طويلة (حتى شهر نوفمبر ٢٠٢٢) حتى ينال رابع ميشلان يفوز بها أحد فروعه.


  • الأجواء والديكور:


في زاوية حميمة وبعيدة عن الأنظار في قصر الإمارات، نلقى مطعم هاكاسان متخبي وينتظر يرحب بك. من تدخل للمكان، يتم الترحيب بك والتأكد من حجزك وبعدها يأخذونك للطاولة المخصصة لك. المطعم مقسوم قسمين، مكان فيه طاولات وكراسي فخمة (كان مقفل هذاك اليوم لسبب ما) ومكان الطاولات فيه عادية. يوم زيارتي كان المطعم زحمة وكنت متوقع إن الخدمة بتكون بطيئة، لكن توقعاتي كانت خاطئة. خدمتهم جميلة وكانوا يشيكون معي طول الوقت إذا كنت محتاج شي إضافي. حتى لما كنت أسألهم عن مكونات بعض الأطباق حتى آخذ فكرة أشمل عنها كانت إجاباتهم فيها طولة بال. صوت الموسيقى كان عالي شوي، وغير متناسق مع ثيم المطعم، لكن ما أثرت كثير على التجربة.


  • تجربة الطعام:



بداية التجربة كانت مع الديم سوم، وهو عبارة عن عجينة داخلها حشوة ويتم طهيها بإحدى طريقتين: على البخار أو مقلية. طبعاً فكرة مثل هذي شائعة جداً في مطابخ كثيرة حول العالم. المطبخ البولندي يقدمون البيروقي وهو عجينة تحتوي حشوة مالحة أو حلوة، والمطبخ الياباني فيه الجايوزا، والإيطالي فيه أنواع كثير من الباستا المحشية، والمطبخ العربي بشكل عام يقدم فيه المنتو (وله اصول أوزبكية / أفغانية) والقطايف (تعود أصولها لنهايات الدولة العباسية وبدايات الدولة الفاطمية).


لما جيت أطلب الديم سوم، اخترت البريميوم وهو عبارة عن 3 أنواع من الديم يوم المطهو على بخار و3 أنواع مقلية. كانت كلها شهية، وأكثرها تميّز هي الواقيو بالترافل، والأبالون بف (مزيج من الدجاج والروبيان وتجي على شكل بجعة) والثنتين مقليّة. من الأشياء المطهية على البخار أعجبتني اللوبستر بالليتشي (فاكهة آسيوية حلوة وحامضة).




بعدين للطبق الرئيسي كنت ناوي آخذ البط لأنه أشهر طبق عندهم، لكن جذب انتباهي طبق ثاني موجود فقط في الإمارات: سمك السي باس المشوي ويقدم مع صوص يمزج الفلفل مع العسل بشكل شهي وممتع، ويتم تزيين الطبق بالبيبي بروكلي. قوام السمك لين جداً ويذوب في الفم ومشوي بطريقة لا تقل عن وصفها بإنها احترافية. ليش أقول إن هذا الطبق موجود فقط في الإمارات وهو موجود في منيو الفروع الثانية لهاكاسان؟ لسببين: الأول هو إن العسل المستعمل في الطبق من منحلة موجودة في قصر الإمارات وتبعد عن طاولتك أقل من 300 متر. والسبب الثاني هو لأن السمك المستعمل تم إصدار شهادة له تضمن إن موردين السمك يتبعدون أعلى مستويات الاستدامة في إنتاج هذا النوع من السمك.



مع الطبق الرئيسي أضفت الفرايد رايس بلحم الواقيو، وماني عارف كيف أقدر أوصف هذا الطبق. باختصار، هذا ألذ فرايد رايس أكلته في حياتي.. ما فيه أي شي ثاني يقترب منه.



الحلى كان قصة لحالها.. طلبت من عندهم واحد من أشهر أطباقهم: سبايكي ليمون، وهو عبارة عن مزيج فريد من كريمة فاكهة اليوزو (من أنواع الحمضيات اللي ينمو في شرق آسيا)، مع سيرب مركز من فاكهة الكليمانسي (نوع حمضيات آخر من شرق آسيا يشبه اللايم شكلاً ولكنه أصغر بكثير)، وكلها ممزوجة بموس التشوكليت الأبيض.



كل قضمة من الحلى تملأك بشعور بشعور جميل حائر بين القوام الكريمي لكل طبقاته وما بين التوازن الرائع بين الحموضة وحلاوة هذا الطبق. ولفت انتباهي أيضاً إن الحلى مزين من فوق بنوعين مختلفة من الكريمة، واختلافها في قوامها أكثر من كونه في طعمها. كانت تجربة الحلى هذا تجربة ممتعة لكل الحواس.


  • الختام:


هاكاسان أعاد تعريف تجربة الأكل الكانتوني بالنسبة لي ورفع سقف التوقعات لأي تجربة مقبلة من هذا الكويزين. كانت تجربة الديم سوم وممتعة، ولكن السمك المشوي مع الفرايد رايس عززوا من مكانة هاكاسان عندي.. ولما جاء الحلى في النهاية ختم على التجربة ككل بالشمع الأحمر. إن كان فيه شي كان ممكن ينزل تقييمه بالنسبة لي هو المشكلة اللي واجهتها مع حجز الطاولة أونلاين، ولكنهم قدروا يعوضون عن هذي الإشكالية لما اتصلت عليهم وحلوا المشكلة بثواني.

Comments


bottom of page