top of page
  • Writer's pictureThamer

Fuente Fuente Opus X 20th Anniversary Father & Son



سبق وإن أخذنا نظرة على أحد اصدرات أوبس إكس قبل لا أبدأ المدونة وقبل استحداث الطريقة الجديدة للتقييم. اليوم راح نرجع لأحد أفضل لاينات السيجار بدون استثناء، مع اصدار خاص وحصري بمناسبة مرور 20 سنة على إصداره.


ارتورو فوينتي شركة غنية عن التعريف في عالم السيجار، لكن خلونا ناخذ نظرة سريعة على تاريخ أرتورو فوينتي مع أوبس إكس. قبل أكثر من 20 سنة، كارلوس فوينتي الإبن (كارليتو فوينتي) بدأ بزراعة بذرة تبغ اسمها "كروهو" بغرض انتاج رابر (غلاف خارجي) لم تشهد صناعة التبغ في الدومينكان مثيله من قبل. بعد استشارة أحد أصدقاءه، أينجل أوليفا، اختار منطقة لزراعة هذا التبغ اللي راح ينتهي به المطاف لإنه يكون نقطة البداية لأهم لاينات السيجار في العالم. لكن فيه نقطة تستوجب التوضيح هنا.. أينجل أوليفا مزارع تبغ ويملك مزارع في الدومينكان ويبيع محاصيله على الشركات المصنعة للسيجار. ما له أي علاقة بعلامة أوليفا المصنعة للسيجار، إلا في كونه أحد الموردين لها. (ملاحظة جانبية: إحساسي يميل لكون أينجل أوليفا سبب تسمية Angle Share على بعض اصدارات فوينتي، بغض النظر عن القصة المشهورة عن الحريق.. لأن الإسم كان يتم تداوله قبل لا يحدث حريق 2012).


الكل كان يظن إن اللي يسويه كارليتو في محاولة زراعة الرابر في الدومنيكان مضيعة للوقت، لأنه حتى هذاك الوقت ما كان فيه رابر بنوعيات ترقى لإنها تغلف سيجار فخم وتكون مزروعة عندهم. دارت الأيام ومع بداية الانتاج في منتصف التسعينات، بدأوا ببلورة الخلطة لأوبس إكس. ومن اللحظة اللي لمس فيها السيجار أرفف المحلات حقق نجاح مذهل ومنقطع النظير، لأنه في وقت نزول السيجار كان يسود السوق أنواع من السيجار خفيفة الطعم والنكهة ومحدودة النوتات. جاء أوبس إكس وقلب القاعدة رأساً على عقب.


اليوم، مزارع ومصانع ارتورو فوينتي تنتج قرابة الـ 30 مليون سيجار. 700 ألف منها اصدارات متعددة للأوبس إكس، وهذا الرقم حتى وإن أوحى لنا إنه كبير، يبقى صغير جداً لما يكون فيه جمهور من كل أنحاء العالم متعطش لهذي الاصدارات. اللي يزيد الطين بلة هو إن هذي الاصدارات تنزل كلها في وقت واحد في السنة: اكتوبر، وجزء محدد منها يكون أصلاً محجوز لمحلات تبغ معينة ومعروفة بالإسم. فالوصول لها بعض الأحيان يكون محفوف بالمكاره. الإصدار الوحيد من أوبس إكس اللي ما هو مربوط بأكتوبر هو لوست سيتي، لكن راح نتكلم عنه أكثر لما يجي وقت مراجعته.


بعد مرور 20 سنة على اطلاق الأوبس إكس، جلس كارليتو فوينتي مع نفسه وقعد يفكر كيف يقدر يحتفل برور حدث مهم في تاريخ الأوبس إكس؟ كان يقول لنفسه: "أبي أسوي شي أنا من يتذكره.. أبي أرجع لطفولتي، لأسعد لحظات عمري. أبي جدي يكون فخور فيني، بنفس القدر اللي يكونون في أبنائي فخورين فيني بعدين.".. وشرع بعدها بالعمل على نسخة احتفالية العشرين سنة. ما أحد مننا يدري وش في خلطة السيجار. الشي الوحيد اللي نعرفه هو مكان الرابر من شجرة التبغ.. بدال ما يختار لها شي من أعلى الشجرة، اختار شي من المنتصف. الباقي من السيجار ما أحد يعرف له مصدر.



  • التقديم:


نكون صريحين مع بعض. السيجار من أجمل ما رأت عيني. حتى لاينات الأوبس إكس الباقية بألوانها اللي تجي مزيج بين الأحمر والذهبي ما تصف جنب جمال نسخة احتفالية العشرين سنة. أعترف إني أحب اللون الأزرق بشكل شبه مرَضي، بس الباند حق النسخة الأزرق فيه معطيه فخامة ما يضاهيها إلا الباندات البنفسجية أو الزهرية من أرتورو فوينتي.


السيجار يجي ملفوف بخشب السيدار. بعد ما تشيله تشوف قدامك تحفة فنية منقطعة النظير. رابر مثل الزبدة من نعومته. رطب ومليئ بالزيوت لدرجة إني أحس إني ممكن امسك الرابر بأطراف أصابعي وأشده وراح يتمطط معي كأنه بالونة. الملمس هذا راح يبقى يطالب بانتباهك طول ما انت تدخنه. كل ما تحرك اصبعك عليه تحس نفسك وكأنك لأول مرة تلمسه من دهشتك. كان في سيجاري عيب بسيط في الرابر خفت انه ثقب ممكن يهرب الدخان لو كان ممتد للبايندر (الغلاف الداخلي)، بس لا.. كان ضرر سطحي ما أثر على تجربة التدخين على الاطلاق.


أنا ماني قادر إني أحتوي مقدار اعجابي بالسيجار هذا من الخارج.. لكن هل الداخل بيقدر يحافظ على سقف التوقعات؟ نحتاج نقصه ونولعه حتى نعرف.



  • تجربة التدخين:


كل جمال السيجار من الخارج ما هو قادر على تهيئتك نفسياً لتجربة تدخينه مهما رفعت سقف توقعاتك.


بدايته تشبه بداية الحب.. كل شي فيه مثير للاهتمام ويشوقك وتتشفق عليه. السيجار نوتاته هادية جداً لحسن الحظ. من بداية ما تولع تستشعر البهارات وحضورها اللافت. بعد عدة سحبات تقدر تميز أي من البهارات حنا قاعدين نتكلم عنها بالضبط. بودرة الزنجبيل لها حضور ملفت للنظر، وتجي معها رائحة احتراق السكر، ونوتة ملحية عجيبة. الخليط كله على بعضه يذكرني بالويفرز اللي تجي منكهة بطعم الزنجبيل وكنا نشتريها من التميمي: نفس البداية اللي فيها لذعة الزنجبيل، اللي تهدأ لما تمر بحلاوة السكر، وانتهاءً بانفجار الملح اللي يبرز كل شي جاء معه. لكن لقيت نفسي أزاحم النوتات هذي وادفها بكتفي حتى أقدر أوصل لطعم التبغ المعتق. طعم التبغ كان كل اللي يهمني وقت تدخينه. يخرب بيته كيف كان لذيذ. لما أدخن السيجار كثير ما أحاول إني اركز على النوتات حتى أستلهم الفرق بين السيجار اللي دخنته أمس والسيجار اللي أدخنه اليوم. نسخة العشرين سنة من الأوبس إكس ما تحتاج هالجهد. مذاق التبغ اللي فيها لحاله ما كان ولا راح يكون بعده، وهو عنصر المقارنة الوحيد اللي تحتاجه.


الثلث الأول والثاني كانوا متقاربين جداً. نفس الجمال من بدايتهم لنهايتهم. ونفس كثافة الدخان الغير منطقية. يعني لما تاخذ السحبة وتنفخها، تحس إنك انتقلت للشتاء والدنيا موت برد حولك لأنك كل ما تنفخ الدخان لا زال يطلع من فمك وكأنه ما هو راضي ينتهي. قليل من السيجار اللي أتحاشى فيه الريتروهيل (خروج الدخان من الأنف) لأني فعلياً ما احتاجها.. وهذي النسخة واحدة من القليل المذكور. وكل هذا كوم وخط الاحتراق لحاله كوم ثاني. مثل المسطرة من أول توليعة لين ما بقى فيه الا ما يحرق الشنب. ما كان يتطلب أي تدخل او ملاحظة على الاطلاق.


الثلث الثالث بدأ الوضع يتغير شوي. السيجار بدأ ياخذ نوتة حامضة ومرة بنفس الوقت. أقرب شي لها اللومي (الليمون الأسود). كانت مرارته واضحة والحموضة اللي تجي معه تعزز المرارة هذي. النوتة ما كانت مزعجة أو شي يكرهك في السيجار، بس التحول مفاجئ، يحجب طعم التبغ المعتق اللي كنت قاعد تستتع فيه لمدة ساعة قبل. بس حتى مع التغير هذا لقيت نفسي أدخن السيجار حتى الرمق الأخير. كانت تجربة لذيذة بحق.



  • التقييم النهائي (98/100):


سيجار استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. النقطتين اللي نقصها كانت واحدة في نوتات الثلث الثالث لأنها على الرغم من انها كانت مقبولة الا انها اقل من الثلثين الأولات. ونقص نقطة في خانة السعر مقابل التجربة. السيجار على إنه تم تسعييره بشكل أعلى من ما هو متعارف عليه، وندرته اللي رفعت سعره أكثر من السعر اللي طرحوه فيه ارتورو فوينتي، إلا إنه سيجار مناسبات من الدرجة الأولى. الحين من وين لنا مناسبة ندخن فيها سيجار ثاني منه؟!


مثل ما قلت، سيجار استثنائي، ولو حصلت لك فرصة إنك تجربه، لا تفوتها.

Comments


bottom of page