راح ننتقل في مراجعة لاونج اليوم للرياض، لواحد من اللاونجات اللي تعتبر قديمة نسبياً (ما هو بحداثة الأسكوت مثلاً اللي للحين ما فتحوه رسمي)، حتى وإن تغير مسمى المكان اللي هو فيه: لاونج إل كابيتوليو (وتترجم لـ العاصمة من الأسباني).
أفتتح برج رافال في 2014. البرج ينقسم لقسمين: سكني وتجاري، والقسم التجاري منه عبارة عن فندق. في هذاك الوقت، كان الفندق يتم تشغيله تحت إدارة كمبنسكي وهم اللي قرروا إضافة سيجار لاونج للمبنى. أيامها، كان فيه رسم دخول أو (Cover charge) يتراوح ما بين 150 - 175 ريال للشخص الواحد، ويتم استعماله كرصيد للطلب سواء للسيجار اللي يبيعونه بالحبة أو الأكل والمشروبات.
لكن في 2018، قرر صندوق الرياض ريت (الشركة العقارية المالكة للبرج) إيقاف خدمات كمبنسكي في تشغيل الفندق ونقل كافة العمليات التشغيلية للصندوق نفسه. هنا بدأ مستوى اللاونج يتذبذب بشكل كبير جداً. أولاً السيجار اللي كنت تقدر تشتريه من اللاونج بدأ يصير نادر. رسم الدخول صار يجي ويروح مع توفر السيجار من عدمه. غير إن الخدمة كانت في هبوط مستمر طول الفترة هذي. عادوا صندوق الرياض ريت إلى رشدهم في 2020 وتعاقدوا مع الماريوت حتى يديرون الفندق، وردت الروح للفندق ولـ إل كابيتوليو معه، لكن للأسف ضربتهم كورونا في غضون أسابيع من بدء التشغيل. لكن حتى مع كورونا، فرق الخدمة كان واضح وجلي لأي شخص زار المكان قبل وبعد.
مراجعة اليوم اللي أقدمها لكم بتكون عن تجربتي في إل كابيتوليو رافال تحت إدارة الماريوت الحالية. وبسم الله نبدأ..
الجلسات:
تقليدياً، وكل صورة قديمة ممكن تشوفها لـ Smoking Den أو Cigar Lounge يكون الكنب فيه جلد. إذا كان الكنب جلد في اللاونج يصير صاحبي وحبيبي، وأقدر أتغاضى عن بعض هفوات التهوية وتنقية الهواء. لكن إذا كان الكنب قماش، العين تكون مفتحة أكثر.
في إل كابيتوليو، الكنب جلد ومريح جداً. الطاولات ممكن تكون ضيقة شوي، وكان ممكن تنقص من تقييمهم، لكن يميزهم إنهم يجيبون طاولات جانبية في حال كانت طاولتك فيها زحمة، ويكون عليها طفاية منعزلة وسيجارك عليها بعيد عن زحمة الأكل والمشروبات.
فيه إشكاليتين في الجلسات إنها يا تكون لشخصين أو مجموعات كبيرة. يعني لو تجي مع 3-4 اشخاص ممكن تلقى صعوبة في إنك تلقى مكان. والإشكالية الثانية هي إنه ما فيه تهوية للمكان. يعني الدخان يتم سحبه عن طريق منقيات الهواء (الفلاتر - موجودة في الصورة الثالثة)، لكن فعلياً ما فيه سحب للهواء أو شفاطات في أي مكان. إذا كان عدد الموجودين في اللاونج قليل (يعني انت وطاولة ثانية أو طاولتين زيادة بالكثير) الوضع عادي وما تحس بازعاج. لكن بمجرد يزيد العدد عن كذا الوضع يصير خانق، وما تعود منقيات الجو كافية لحالها. ياخذون في جزئية الجلسات 15/20.
القهوة:
القهوة أكثر شي محير في هالمكان. اللاتيه والكابتشينو وبقية الأصناف هذي إعتيادية (شغل مكاين أوتوماتيكية). لكن فيه عندهم قهوة يسوونها باستعمال التفريغ أو الـ Syphon من 2014 وبشكل معاصر لبدايات القهوة المختصة اللي نشهد ثمارها اليوم. وهذي تحتاج وقفة مننا حتى أقدر أقيمها بشكل صحيح.
أداة الـ Syphon تحتوي على وعائين، واحد مدور تحت، وواحد اسطواني فوق. حتى تحضر قهوتك، تملأ الوعاء السفلي بالكمية المناسبة من الماء، وبعدين تبدأ تغليه. لما ترتفع حرارة الماء، يهرب للوعاء الاسطواني اللي فوق ويشكل فراغ خالي من الهواء في مكانه. هذا مهم جداً لعملية الاستخلاص بعدين. لما يرتفع الماء فوق، وتوصل درجة حرارته لمنتصف التسعينات، تقصر على النار اللي تحت الوعاء الدائري، وتحط البن المطحون مع الماء وتحرك المزيج. بعد مدة معينة (تعتمد على عوامل كثيرة) تطفي النار على الوعاء الدائري بالكامل، ولما تبدأ تنخفض درجة حرارته، الفراغ اللي موجود داخل يدور على أي شي يعبيه، فيسحب مزيج القهوة كمحاولة لمعادلة الضغط مروراً بالفلتر اللي ينقيها بدوره. وهذا ينتج عنه قهوة لذيذة وحارة وقت التقديم.
الطريقة هذي تحتاج طولة بال، وفيه ألف سبب وسبب ممكن يحوس التجربة عليك. لكن كل مرة زرت فيها إل كابيتوليو كانت القهوة من أروع ما يكون. ما عدى مرة، لكن أشك بإن الاشكالية كانت من نوع البن المستعمل وقتها. لكن بشكل عام، استعمالهم للطريقة هذي دلالة على ثقتهم بجودة القهوة اللي يقدمونها، وأحسها من بين كل طرق اعداد القهوة "المقطرة/المصفّاة" هي الأنسب لأجواء السيجار. فقط بسبب هذي الطريقة، قهوتهم تاخذ الدرجة كاملة 20/20.
الحلى والمشروبات الباردة:
حلى إل كابيتوليو شهادتي فيه مجروحة. أنا في حالة عشق لا منتهي مع الترافلز اللي يقدمونها. كل نوع منها لذيذ بطريقته الخاصة، وأحس اختيار العدد "خمسة" كان مناسب لتدخين السيجار: قبل التدخين / مع بداية كل ثلث / بعد التدخين. أعترف إني مرة من المرات مسافر لحائل عن طريق السيارة وإني وقفت هناك حتى آخذ ترافل لسيجارالطريق. :)
(اكتشفت إن كل الصور في التدوينة فيها ترافلز ما عدى الصورة اللي في القسم اللي أتكلم فيه عن الترافلز - العذر والسموحة منكم) :)
وجربت من عندهم مشروب بارد كان مثير جداً للاهتمام. العنصر اللي مخليه مثير للاهتمام هو وجود البرغموت (نفس الفاكهة العطرية اللي تعطي شاهي الإيرل قراي طعمه المميز). ميزة الموكتيل للأسف هو عيبه. مذاقه المميز مخليه يطغى على حواس تذوقك أثناء التدخين. بس أنصح به وبشدة بعد ما تخلص سيجارك إذا كانت السوالف للحين ما خلصت وتبي شي تبل ريقك فيه. :)
كان المفروض ياخذ 20/20 بس على الترافلز، لكن بتنزل شوي بسبب المشروب وبتصير 18/20.
الخدمة:
فيه تطور ملحوظ جداً بالخدمة. ما أذكر إني استضفت أحد هناك وخيبت الخدمة ظني، مع ملاحظة إن معرفة الضيوف اللي شرفوني في إل كابيتوليو من أغلى ما جادت به عليّ الرياض.
الطلبات ياخذونها في وقتها، وتجي في وقتها ومعها تشوكليت (سوفت ترافلز)، وتلقاهم دايم يحومون حولك ينتظرون منك إشارة. 20/20 وليتي أقدر أعطيهم أكثر.
الاختصاص:
هل إل كابيتوليو سيجار لاونج؟ نعم. هل يبيعون سيجار؟ أحياناً. هل يسمحون بتدخين الدخان العادي؟ للأسف.
فعلياً، بالأيام اللي ما يكون عندهم سيجار في المخزون، الشي الوحيد اللي يفرقهم عن أي مكان يسمح إنك تدخن داخل هو وجود طفاية مناسبة لحجم السيجار. فقط لا غير. لهذا السبب ياخذ 10/20.
التقييم النهائي (83/100):
الزيارة اللي صورت فيها المكان رافقني فيها الليقا برافادا تي 52 من درو استيت، وبكل تأكيد بتكون له مراجعة في القريب العاجل بإذن الله.
إل كابيتوليو لاونج جميل جداً وما يتفوّت خاصة إذا إنك عرفت توقّت زيارتك بشكل صحيح. أنصحكم تزورونه أول ما تزول هالغمة اللي أرهقت أنفسنا. لكن يقول الشاعر هارفي دينت: The night is darkest just before the dawn :)
Comments