top of page
  • Writer's pictureThamer

DTT Umbagog Toro



حتى نقدر نتكلم عن سيجار اليوم، نحتاج نتكلم شوي عن ورقة تبغ أحدثت ثورة في صناعة التبغ غير الكوبي: الكنيتيكت برود ليف.


لسنوات طويلة، كان التبغ اللي يزرع في ولاية كنيتيكت في أمريكا تتم زراعته تحت طبقة من القماش حتى ما يتعرض للشمس مباشرة، وعادة يطلق على هذا النوع من التبغ كنيتيكت شيد (كنيتيكت مزروع في الظل). اللي ينتج عن طريقة الزراعة هذي أوراق من التبغ ناعمة مثل الحرير وطعمها يكون كريمي ومليء بنوتات المكسرات، وخفيفة جداً مقارنة بباقي أنواع السيجار. من أمثلة السيجار اللي تستعمل نوع التبغ هذا: البردومو شامبين. من شدة ما النوع هذا من التبغ رقيق، يحتاج العمال انهم يقطفون كل ورقة لحالها بحذر شديد، ويرتبونه بمجموعات حتى تتم معالجتها وتعتيقها بكل رقة وحنيّة.


السؤال اللي يطرح نفسه، وش يصير لورقة التبغ هذي اذا انها انزرعت في الشمس مباشرة؟


الجواب: ينتج عندك واحدة من أسمك وأقبح أوراق التبغ اللي ممكن تتصورها، واسمها: "كينتيكيت برود ليف". إلى فترة قريبة كان التبغ هذا من أرخص أنواع التبغ اللي ممكن تشتريه بشكل خام، وكان ما يشتريه الا المصانع اللي تسوي سيجار غير مصنوع باليد (تصنيع آلة). وحتى لما يشترونه ما يستعملون منه إلا ثلثين الكمية لأن الباقي ما يصلح حتى إنه ينحط في سيجار مُصنّع آلياً. بس هذا كله على وشك إنه يتغير تغير جذري.


ستيف ساكا من الناس اللي تبنوا الكينتيكيت برود ليف وحاولوا ينتجون منه سيجار قادر على المنافسة كبار لاينات السيجار الموجودة في الساحة. من أكبر نجاحات ستيف في تاريخه المهني خلطته المميزة في الليقا برافادا نمبر 9 من درو استيت. لكن طريقه كان مليء بالتحديات:


أولاً، طريقة تعتيق الكينتيكيت برود ليف تعتبر صعبة نسبياً. إذا عتقته زيادة عن اللزوم، طارت الزيوت العطرية اللي فيه وراحت معها كل النكهات اللذيذة اللي ممكن تجي معها. إذا ما عتقته كفاية، صار طعم التبغ مرّ ولا يمكن تقبله. لقوا إن أفضل طريقة للتعاطي مع هذا النوع من التبغ هو انك ما تعاملها بحنية، لا.. المفروض إنك تقص النبتة بالكامل، وتخلي كل الاوراق متعلقة بالجذع، وتعلقها في المخازن حتى تتعتق النبتة بالكامل بدال ما تعتق كل ورقة لحالها. لكن طريقة التعتيق هذي قلق وما هو أي أحد يجيدها. لازم تقيس حرارة المكان من ثلاث إلى خمس مرات باليوم، لأن الحرارة الزايدة والحرارة الناقصة راح تضر بطريقة التعتيق بشكل سريع جداً.


ثانياً، ورقة التبغ هذي سميكة ومليئة بالعروق الكبيرة اللي من كبرها تمنعك إنك تستعملها كـ رابر (غلاف خارجي). فكمية الأوراق اللي تصلح لإنها تكون رابر قليلة في المحصول الكامل ، وحالياً يعاني السوق من نقص شديد في كميات أوراق التبغ من النوع هذا الصالحة إنها تكون رابر. لكن بعد ما تنقي الورق اللي يصلح لإنه يكون رابر، وش يحصل للأوراق اللي تصلح من ناحية المضمون، لكن ما تواجه من ناحية الشكل؟


هنا يجي دور سيجار مثل أومباقوق من ستيف ساكا.


  • التقديم:


خلونا نتفق على شي.. الأومباقوق لا يمكن إنه بيوم من الأيام يفوز بجوائز بسبب شكله الخارجي.


بدايةً، السيجار ما يجي داخل بوكس خشبي مثل بقية أنواع السيجار، لا.. يجي داخل بندل (شدّة بلاستيك) مغلفة بورق بني يشبه اللي يغلفون فيه المعجنات. يعني من اول نظرة تعرف إنك قاعد تتعامل مع سيجار ما يهتم بالمظاهر. يقول ستيف ساكا، "كان ممكن إني أحط الأومباقوق داخل صندوق خشبي، لكن اخترت طريقة التغليف هذي حتى أنزل من سعر السيجار للمستهلك".


بمجرد ما تفتح البندل السيجار، أول شي راح يفاجئك هو ريحة السيجار الطينية اللي تهيء لك بإنهم مغلفين مزرعة كاملة داخل البندل. تاخذ حبة من السيجار وتتفحصها، وتلقى إن اسم السيجار "أومباقوق" مطبوع على باند خالي من أي ديكور أو علامة فارقة. أنا فتحت وورد في كمبيوتري وقدرت أسوي باند يشبهه تماماً، الا احسن منه شوي بعد. بس وانت تتفحص الباند راح تمر اصابعك على الرابر اللي المزيج بين خشونته ومقدار الزيوت اللي فيه مذهل شكل كبير.


لما تحاول تضغط على السيجار من الجنب، تحسه قاسي جداً، لدرجة إنك تشك ان الرابر والبايندر شينكو ما هو تبغ. لكن لو ضغطت عليه من ناحية الفوت (جهة الاحتراق) او فم السيجار بعد ما تقصه راح تلقى ان الحشوة طرية جداً ومشجعة على تجربة مختلفة.



  • تجربة التدخين:


هنا نجي لمربط الفرس. اذا انك تحب الطعم المكتمل للسيجار.. السيجار اللي تجي نكهاته قوية وواضحة وما تتهاون معك، راح تعشق الأومباقوق.


الأومباقوق ما يختلف عن بقية اصدارات ستيف ساكا. حضوره قوي جداً، ومن أول ما تولعه يباغتك بالنوتة الطينية الممتزجة بشي حالي، وراح أشرح ليه النوتة الحالية هذي موجودة بعد شوي. بعدين تبدأ تنتبه لكمية البهار والسبايس اللي فيه. خلوني أصحح العبارة السابقة.. الحرارة اللي تجي معه ما هي حرارة بهارات. الحرارة اللي تجي معه تشبه الواسابي (فجل ياباني مهروس، لونه أخضر ويقدم مع السوشي). والغريب فيه ان المذاق اللي يبقى في فمك من الزيوت العطرية ممتد وطويل ويكاد ما يروح أبد. وزيادة على كذا يخلي مذاق أي شي تشربه معه يزداد لذة.


النوتة الحالية اللي موجودة فيه تحتاج نتكلم عن الخلايا النباتية شوي. الخلية النباتية محاطة بجدار من السليولوز. السليولوز هذا سكر مركب، لكن مع عملية التعتيق يتحول لسكر أحادي وطعمه حالي وواضح جداً أثناء تدخين السيجار. سبب وضوحه هو إن ورقة الرابر سميكة جداً وكمية الخلايا اللي تتكسر جدرانها أثناء التعتيق كبير، لذا كمية السكر الموجودة في المنتج النهائي أكبر من غيرها.


في الثلث الثاني تدخل على بوكيه النوتات نوتة حمضية جميلة مناسبة للموالح مع السيجار. لو عندك مكسرات بجنب السيجار او بسكويت مالح ترى هذا وقتها. وتمتد معك للثلث الثالث مع انخفاض ملحوظ للنوتة الحالية كل ما قربت الجمرة منك.


بس نوتات التدخين ما هي الشي الوحيد المثير بالاعجاب في هذا السيجار...


الأومباقوق سماه ستيف ساكا على اسم بحيرة في أمريكا يحب يروح يصيد سمك فيها. يقول: "لما صممت الأومباقوق، كان هدفي إني أصمم سيجار مناسب للأنشطة اللي يمارسها الشخص في الخارج"". كان يبي سيجار ما يحتاج إنك تدلعه وتهتم فيه وتخاف عليه وقت التدخين. باختصار، كان يبي سيجار حق كشتات :)


وفعلياً، السيجار هذا يترجاك إنك ما تخلي طفاية بجنبك. لو بغيت تقعد تعلك فيه لين ما يقول آمين ما قال لا. لو طاح منك ما اشتكى من شي. لو تدخن بوسط عجاج ما طفى السيجار. خط احتراقه مثل الألف حتى في أجواءنا الحالية والهواء القوي اللي تواجهه في الجلسات الخارجية. وبعدين لو تنساه على الطفاية وترجع ترفعه تلقاه يقول لك سم ولبيه.



التقييم النهائي (78/100):


سيجار أومباقوق من دنبارتون سيجار مثير للإهتمام. اذا تبي سيجار تكشخ وفيه وتصوره للانستجرام وتتعنى للاونج حتى تدخنه، الأومباقوق ما هو لك. لكن اذا تبي سيجار يومي يعطيك تجربة تدخين لذيذة ومناسبة لوجبة دسمة ويكون شعاره "أهم شي الأخلاق والستر" هالسيجار هذا سيجارك. ومن جهة ثانية، لما تاخذ الاومباقوق وتقارنه بسيجار يعطيك نفس الطعم والنكهة والقوام من اصدارات ستيف ساكا تلقى نفسك وفرت نصف السعر تقريباً. وهذا اللي يخليه ياخذ درجة كاملة في خانة السعر مقابل القيمة.


التقييم المنخفض اللي يحصل عليه ما يدل على إنه سيجار سيء، لكن ضريبة اختيار التجربة وتفضيلها على الاهتمام بالشكل الخارجي والتقديم. أنصح بتجربته وبشدة، وضروري يكون موجود عندي منه كمية في الهيوميدور دائماً.

Comments


bottom of page