Davidoff Winston Churchill Limited Edition 2021

وينستون تشيرتشيل اسم غني عن التعريف، ووجوده في عالم السياسة غير خارطة العالم مثل ما نعرفه اليوم. لكن أهميته بالنسبة لنا كمدخني سيجار تمتد لأبعد من كذا.. على سبيل المثال، ما فيه في العالم شخص تم استعمال اسمه كحجم للسيجار الا اثنين: الروثتشايلد، وهو حجم تم تسميته على اسم العائلة المتنفذة واللي تضرب جذورها في أعماق البنوك العالمية، ويجي بمقاس 448.. وتشيرتشيل، واللي له لتسميته قصة يتم تداولها راح نذكرها على عجالة..

وينستون تشيرتشيل بعد ما تخرج من الأكاديمية الملكية العسكرية سافر لكويا حتى يشارك في حرب استقلالهم من السيطرة الأسبانية. في الوقت اللي قضاه في كوبا تعلق قلبه بأحد أهم منتجاتهم: السيجار، وكانت أحب العلامات التجارية لقلبه هي Romeo y Julieta. وحتى بعد ما رجع لبريطانيا، كان من النادر انك تشوفه بدون سيجار في يده والا في فمه.. يقال انه بعد الحرب العالمية الثانية، حصلت له فرصة إنه يزور مصنع RyJ وخلال الزيارة هذي تكلم معهم عن الحجم الأفضل من السيجار بالنسبة له، ومن هذاك اليوم وحجم السيجار (747) يعرف باسم "تشيرتشيل".

لكن من نهاية الأربعينات وحتى مطلع الألفين، كان اسم تشيرتشيل مرتبط فقط بحجم السيجار اللي تكلمنا عنه. في بداية الألفين، كان حفيد وينستون تشيرتشيل صديق مقرب من الملياردير سيدني فرانك واللي بدوره تربطه صداقة وثيقة بإدارة دافيدوف. فرانك رتب لقاء بين رئيس دافيدوف وحفيد تشيرتشيل وأسفر لقاءهم عن تعاون على سيجار يحمل اسم وينستون تشيرتشيل. صدرت النسخة الأولى من هذا السيجار في 2007، ولكن ما حالفها الحظ وانقطعت بعدها فترة من الزمن. دارت الأيام، وبعد اتفاقية جديدة في 2014 مع ابن الحفيد المذكور أعلاه، واسمه راندولف تشيرتشيل، أطلقوا النسخة اللي نعرفها اليوم تحت اشراف ورعاية هينريك كيلنر الماستر بليندير في دافيدوف.

من وقتها، خط انتاج دافيدوف وينستون تشيرتشيل تفرع لأحجام متعددة.. وبعدها طلع خط انتاج جديد منه اسمه Late Hour الباند حقه أسود وذهبي. وأخيراً تم انتاج نسخ محدودة من الخط الأصلي تحتفل بجانب معين من شخصية وينستون تشيرتشيل. أولها كان في 2016، وكانت النسخة هذي تحتفل فيه كـ "حكواتي"، وصدر منها 60 ألف سيجار فقط. ثانيها كان في 2019 في نسخة تركز على وينستون تشيرتشيل المسافر، والنسخة هذي ما صدر منها الا 80 ألف سيجار. وصولاً لسيجار اليوم واللي صدر في فبراير 2021، ويركز على وينستون تشيرتشل القائد المحنّك، واللي أنتجوا منه 110 ألف سيجار ليتم توزيعها في أنحاء العالم..

• التقديم:

لما يقولون دافيدوف إن الإصدار هذا راح يركز على جانب القائد المحنّك من شخصية وينستون تشرتشيل، وش يقصدون بالضبط؟

الفكرة هنا إن كل الـ branding المحيط بالسيجار هذا راح يكون له محور أساسي وواضح. القائد يحتاج يكون استراتيجي، وأحد أكثر الأشياء ارتباطاً بالاستراتيجية هي لعبة الشطرنج اللي تحتاج تكون تفكر فيها بخطوات كثيرة تسبق فيها خصمك. لهذا السبب راح تلقى كل جوانب الإعلانات المصاحبة للسيجار ظاهر الشطرنج فيها. حتى بوكس السيجار عليه من الجوانب مربعات الشطرنج بشكل جميل جداً ومدموج بالتصميم. لما تفتح البوكس راح تلقى الورق المحيط بالسيجار مطبوع على هيئة رقعة الشطرنج. حتى الشعار اللي على البوكس (رأس تشيرتشيل) مضمنة فيه رقعة الشطرنج.

لكن كل هذا ينتهي لما تشيل السيجار بيدك. وخلونا نبدأ بوصفه من الباند الرئيسي.. الباند الرئيسي مطابق لكل اصدارات دافيدوف وينستون تشيرتشيل من ناحية الشكل. باند أبيض مزين باللون الذهبي وعليه شعار دافيدوف تحت شعار وينستون تشيرتشيل. الباند الثانوي هو اللي يخلي السيجار مختلف شكلاً عن بقية الاصدارات. الاصدار هذا مكتوب عليه "اصدار محدود" وعليه عام 2021. لون الباند درجة فاتنة من الأخضر خلتني أسوي نسخة ثانية (مخفية) من المدونة واستعملت فيها نفس اللون للخلفية (طلع شكلها خرافي، لكن ولائي للكحلي كان أقوى من إني أغيرها بشكل كامل). وعلى طاري الألوان، الباند الثانوي في نسخة 2019 كان درجة من درجات الأزرق.. أما اللي في 2016 كان عبارة عن باند أبيض وعليه اقتباس مكتوب بخط اليد. ماني متأكد إذا كان بخط يد وينستون تشيرتشيل والا لا.

لكن خلونا من الألوان والباندات والبوكسات.. لازم نتوجه بنظرنا الحين لنجم الحفل، للسيجار نفسه اللي جاي بحجم تورو (652) والرابر (الغلاف الخارجي) اللي يخليك تحس إنه مغمس في هوت تشوكليت. لونه وملمسه من أروع ما يكون، لكن فيه تلون بسيط فوق الباند من تصبغات الكلوروفيل اللي ما راحت مع التجفيف والتعتيق.. لكن هذي ما منها ضرر ومن الطبيعي حصولها في عملية معالجة التبغ. فيما عدى عن ذلك، السيجار ملفوف بعناية فائقة تخجل بقية مصنّعي السيجار.

• تجربة التدخين:

تجربة التدخين تحتاج تبدأ من فهم واضح لمكونات السيجار. راح نبدأ من الخارج اتجاهاً للداخل..

أولاً الرابر.. ما فيه أي معلومة عنه معلنة من دافيدوف إلا إنه من الاكوادور. والأقرب إنه يكون هابانو، أو محتوي على هابانو في تركيبه الجيني، لأن دافيدوف معروفين بشعوذتهم في ما يتعلق بالتهجين مثل ما راح تشوفون تحت.

ثانياً، البايندر (الغلاف الداخلي)، من محاصيل الدومينكان وهي عبارة عن نبتة هجينة كل اللي مفصح عنها رقم السلالة: 257، أياً كان معنى هذا الرقم.

ثالثاً، والأكثر تعقيداً، الفيللر (الحشوة)، وهنا يبدأ اللعب يحمى. الفيللر مكون من خمس محاصيل متنوعة من التبغ جاية من دولتين، ومقسمة كالتالي:

1. من نيكاراجوا:

   1. فيزو (ثالث دفعة تنقطف من نبتة التبغ) من منطقة ايستيللي.

2. من الدومينكان:

   1. ليهيرو (أخر دفعة تنقطف من نبتة التبغ) من منطقة بيلوتو.

   2. ليهيرو من منطقة سان فينسينت ميهورادو.

   3. فيزو من منطقة سان فينسنت.

   4. سيكو (ثاني دفعة تنقطف من نبتة التبغ) جاية من نبتة هجينة يرمز لها بـ 20-20.

الخلطة تعطيك فكرة مسبقة عن ايش ممكن ينتظرك لما تدخن هذا السيجار من ناحية القوة والقوام، لكن هذا كله ما راح نعرفه بشكل فعلي الا بعد ما نقص السيجار ونولعه. اخترت إني أقص السيجار باستعمال الكتر المشابهة للبيرفكت كتر. من دخل رمضان وأنا ما أقص سيجاري الا بها لأنها تعطيك قصة موزونة ومطابقة في العمق بكل مرة تستعملها فيه. جربت السحبة، وكما هو متوقع، من أروع ما يكون.

أول سحبتين من السيجار تعطيك فكرة عامة عن مذاق التبغ اللي راح يكون مصاحب لك طول فترة تدخينك. لذيذ وهادي جداً. لكن هذا الهدوء ما يطول لأنه يجي مصاحب لنوتة الخشب الرطب من جهة، والبهارات الواضحة والقوية.. اللي كان واضح منها ومميز هو نوتة الببريكا اللي يغلب عليها المذاق الحالي والمدخن بدون حرارة. في الثلث الأول مزاج السيجار وعنفوانه يأكد إن التبغ اللي من نيكاراجوا كان موجود في هذي المنطقة بشكل مركز. لكن كان فيه تضارب واضح بين هدوء السيجار من جهة وارتفاع نوتة البهارات من جهة ثانية.

فيه شي صار واضح جداً أثناء تدخين الثلث الأول.. على الرغم من إن السيجار مليئ بالزيوت العطرية، إلا إن تجربة تدخينه مع كمية الدخان الكبيرة تترك الفم ناشف بشكل ملحوظ. الشعور هذا كان يذكرني بشيء عطري لكن ما قدرت أحط احدده الا لما وصلت للثلث الثاني..

في الثلث الثاني هدأ السيجار بشكل كبير، وصار مقارب لبقية اصدارات دافيدوف اللي تكون بالكامل من محاصيل الدومينكان. والنوتة العطرية المذكورة بدت تصير أوضح بشكل كبير. النوتة فيها كثير من البرغموت اللي يضاف لشاي "إيرل جراي".. نفس الحموضة الممزوجة بالمرارة بدون لا تكون مزعجة. وتعطي نفس احساس الفم الناشف اللي كنت اواجهها في السيجار من بدايته. الثلث الثاني كان ألذ ما في السيجار بلا منازع.

في الثلث الأخير بدأ السيجار ياخذ منحى عشبي كبير ألغى كل ما سواه، ويذكرني بالسيجار الكوبي، وبالأخص الكوهيبا روبوستو والسيقلو 4. بقت النوتة العشبية طاغية على كل ما سواها حتى آخر سحبة من السيجار.

الشي الثاني اللي لاحظته هو إن النسخة هذي من الوينستون تشيرتشيل فعلياً ما تهتم كيف تدخنها. تدخينك سريع ومتواصل؟ يمشي معك. تدخينك بطيء ومتباعد؟ بعد يمشي معك.

• التقييم النهائي (88/100):

تقدر تستعمل أوصاف كثيرة لوصف سيجار النسخة المحدودة لـ 2021 من دافيدوف وينستون تشيرتشيل، لكن الوصف الوحيد اللي ما تقدر تطلقه عليه هو "ممل". لكن من تجربتي لقيت التنوع هذا يسحبك باتجاهات كثيرة لدرجة مشتتة. يعني فعلياً وانت تدخن السيجار تحس انك قاعد تدخن ثلاث سيجارات بوقت واحد. واحد من نيكاراجوا، وواحد من الدومينكان، وواحد من كوبا.. وبكل مرة يجيك شي يطغى على الشي اللي تعلقت فيه من أول مرة ولعت السيجار، مذاق التبغ الهادي اللي ما أخذ راحته في الظهور الا في الثلث الثاني.

النقطة الثانية اللي نحتاج نتكلم عنها هي السعر مقابل القيمة.. النسخة هذي ما أغلى ما هو معروض من دافيدوف، لكن بعد ما هي في خانة سعر السيجار اليومي. أحس إن طريقة الطرح المحدود لما نضيف لها الخانة السعرية للسيجار يبين إن الهدف من طرح السيجار هو منافسة سيجار المناسبات الخاصة مثل Opus X من أرتورو فوينتي والفاميلي ريزيرفا بأكمله من بادرون. السيجار على إنه جيد بمجمله، لكن ما يقدر ينافس في الفئة هذي بالطريقة اللي تم خلطه فيها. وهذا السبب اللي خلاه ينزل في التقييم في هذي النقطة.

في اعتقادي، السيجار كتجربة يعد سيجار استثنائي اذا كنت تحب الانتقالات في السيجار بطريقة تخليك تحاول تتأكد من السيجار اللي تدخنه مع كل ثلث.