top of page
  • Writer's pictureThamer

Davidoff Puro d’Oro Magnifico


لما قررت أزور جدة في نهاية 2020، كانت أحد أهم وجهات السيجار اللي حطيتها في الأجندة هي زيارتي لمحل دايفيدوف في حي الأندلس. بالأمانة، ما كانت رغبتي بالزيارة حتى آخذ سيجار من عندهم نظراً لغلاء أسعارهم الفاحش مقارنة بالإستيراد من الخارج حتى لما نحسب الضريبة، لكن كانت بسبب واحدة من أكثر التجارب تميزاً اللي ممكن تمر على مدخن السيجار في السعودية: الإستماع للمخضرم داس وهو يتكلم عن أنواع السيجار وكأنها لوحات فنيّة رسمها بأصابعه قبل دخولك للمحل بلحظات.


بعد خروجي من المحل محملاً بعدد ما كنت ناويه من السيجار، تركت السيجار يرتاح فترة لا بأس فيها في الهيوميدور، لأن مع كل أسف ظروف حفظ السيجار في هيوميدور دافيدوف جدة تركت كل الأنواع اللي أخذتها في حالة يرثى لها بسبب انخفاض معدلات الرطوبة (منتصف / بداية الخمسينات). سيجار اليوم هو واحد من هذي التشكيلة، واللي زاد شغفي بتجربته بعد ما شفت الأخ فايز دخّن منه كسيجار رأس السنة: دافيدوف بورو دي أورو بحجم ماقنفيكوس. لكن قبل، خلونا ناخذ خطوة لوراء حتى نتعرف على الظروف الغير مواتية واللي أحاطت بهذا السيجار حتى انتهى المطاف بدافيدوف إنهم يكنسلون اللاين كله في 2017.


قبل 40 سنة، كان الماستر بليندر في دافيدوف هيندريك كيلنر مقتنع تماماً إنه لا يمكن انتاج رابر (غلاف خارجي) للسيجار بمستوى ممتاز على أرض الدومينكان. لكن بعد ما شاف شركات التبغ الثانية من أمثال فوينتي و LFD ينتجون محاصيل تستعمل كرابر على مستويات قفزت بهم للخطوط الأولى من الأسماء اللامعة في عالم السيجار، بدأ يتغير رايه. بدلاً من إنه يلحق الركب ويكون تابع، قرر إنه يتبع حلمه بصنع سيجار لدافيدوف يكون دومينيكان بورو (كل مكونات السيجار مأخوذة من نفس البلد: الدومينيكان). وما هو بس كذا، عقد العزم إنه ينتج رابر ما سبق للسوق أن شاف مثله. أبو خالد له بوست في انستجرام يشرح فيه كيف توصل كيلنر للظروف المواتية لزراعة الرابر الخرافي اللي تم تسميته على الأرض اللي انزرع فيها "ياماسا":



لكن خط دافيدوف ياماسا ما كان أول سيجار يستعمل رابر الياماسا. قبله جاء لاين البورو دي أورو اللي تم اصداره في عام 2010 ونزل بأربعة أحجام، لكن كان يجمعها كلها من ناحية الشكل توجه جديد وغريب لدافيدوف فيما يخص العلامة التجارية: اسم دافيدوف ما هو موجود في أي مكان على السيجار. ما عليه الا فوت باند يتيم باللون الذهبي (اورو بالأسباني) وعليه اسم الحجم، في حالتنا هنا "ماقنيفيكوس"، و على المدى البعيد هذا الشي ضر السيجار أكثر من ما نفعه.


مشتري السيجار الكاجوال ياخذ سيجار واحد كل ما جته مناسبة، وما عنده وقت مثل ما عند الهاوي بإنه يحفظ كل براند سيجار وش نزلوا من لاينات ووين زرعوا منتجاتهم. يبي سيجار يكيّف عليه ذيك الليلة، ويا دار ما دخلك شر. وفيه أبحاث كثيرة تقول إن الإسم التجاري هو أول ما يجذب العميل من النوع هذا. بعد الإسم التجاري على طول يجي دور الإنبهار بالتغليف وطريقة التقديم. وهنا سيجار بورو دي أورور فشل بالنقطتين. حاولوا يتداركون الخلل هذا بإنهم أضافوا باند رئيسي لونه ذهبي ويحتوي على شعار دافيدوف في الإصدارات اللاحقة، لكن بعد فوات الأوان.


وفشله ما كان بس مع المدخن الكاجوال، حتى عشاق دافيدوف واجهوا صعوبة معه. الرابر الجديد جاء معه بليند (خلطة) أقوى من ما اعتادت إنها تقدمه دافيدوف. مدخن دافيدوف الوفي اللي متعود على دافيدوف نمبر 2 مثلاً يدخن سيجار دافيدوف وهو حاط بباله إنه راح يدخن نوع من أنواع التبغ الناعمة الخفيفة والهادية. لكن البورو دي أورو يقدم تجربة مختلفة مثل ما راح نشوف في تجربة التدخين. وهذا الشي خلى الإقبال على اللاين من زباين دافيدوف الأوفياء لخطوط انتاجهم الخفيفة ما يجي بالدرجة اللي كانوا متوقعينها.



  • التقديم:


الحديث عن سيجار البورو دي أورو يحتاج وقفة مطولة عند الرابر. نبدأ من لونه اللي يخليك تحس لأول لحظة إنك قاعد تشوف قالب تشوكليت (عادية ما هي دارك) قدامك. التناغم بين لون الرابر واللون الذهبي للفوت باند كان أكثر من رائع، وبظني إن شكله بدون باند رئيسي أعطاه نظرة جميلة وترك مجال للتباين بين اللون البني الهادي واللون الذهبي إنه يكون أكثر تأثيراً على التقديم بالكامل. حسب ذوقي الشخصي، لما تقارنه مع اصداراته اللي تجي بباند رئيسي وفوت باند، أشوف إن القديم أجمل بكثير. النقطة الثانية اللي تعتبر ملفتة في الشكل الخارجي: منطقة الكاب. في أعلى السيجار ما تم إقفاله بالكاب الإعتيادية اللي نشوفها في كل السيجارات الثانية. اختاروا إنهم يقفلونه على شكل pig tail (أو ذيل الخنزير، وانتم بكرامة). الشكل هذا يصيرون يقصون الرابر على شكل حرف r الصغير. وبعدين ياخذون البروز ويطوونه على نفسه لين يصير مثل الجديلة. ياخذون الجديلة هذي ويطوونها على نفسها اكثر من مرة وينتج عنها هذا الشكل. الشي هذا يخلي الكاب أقل عرضة للتشققات لو ما تم قصة بطريقة صحيحة 100%.


لكن تأثير التقديم ما يوقف عن النظر.. اللمس لحاله حكاية. تمريرك لأصابعك على الرابر يحسسك إنك قاعد تتحسس قطعة جلدية توها طالعة من يد الحرفي اللي يسويها لك. بالضبط مثل ملمس الجلد لما يكون عمره ما إنثنى من قبل: يجمع بشكل محيّر ما بين نعومة الملمس، وخشونة التكستشر اللي تكون واضحة وبارزة.


لكن في خلل في شكل السيجار اللي دخنته في المراجعة، والخلل هذا ما أثر على تجربة التدخين نهائياً. كان فيه انحناء في السيجار بشكل واضح من واحدة من الجهات. الصورة له وهو في الطفاية تبين الإنحناء، وأعتقد إنه حصل وقت ما حطوا السيجار في القالب. لكن هذا الانحناء ما أثر على السحبة أو شكّل أي فراغات أو مناطق تعبئة زايدة داخل السيجار.


ما كان فيه أي رائحة واضحة للرابر، بس من ناحية الفوت يعطيك لمحة بسيطة جداً من السكر المحروق والكراميل.



  • تجربة التدخين:


لما أدخن سيجار للريفيو أكون جالس أسجل ملاحظاتي أول بأول أثناء التدخين. أول شي كتبته في المفكرة: Perfect draw، وبعدها على طول: Flawless construction. وفعلياً، السيجار سحبته ولا أروع، ومن بدايته لنهايته أثبت قوته وجماله من ناحية التصنيع والمصنعية.


من بداية السيجار واضح جداً إنه معتدل القوام (medium body)، لكن حتى وهو معتدل، يبقى أقوى بكثير من اللاينات المشهورة للدافيدوف. أولاً كمية الدخان ما هي كثيفة نهائياَ. أقدر أقول إنها أقل من متوسطة بعد. طعم التبغ المعتق بحد ذاته لذيذ وجاي يقترب من حدة نوتة الجلد في السيجار وتأثيرها على سقف الحلق بس مختلف عنها. في النصف الأول السيجار ياخذ فيك لفة سريعة على مكونات الشجرة: من النوتات الطينية والأرض الممطورة، مروراً بالنوتة الخشبية واللي تشبه الحطب الجاف إذا جته رطوبة مفاجئة، وصولاً لعشبية أوراق الشجر وحدّة الكلوروفيل. صحيح إن النوتات هذي حضورها ما هو قوي، لكنها تخلي كل السبايس المشهور فيه رابر الياماسا والفلفل الأسود يجلس على دكة الاحتياط لحين الحاجة لهم (ما عرفتني وانا استعمل مصطلحات كرة القدم).


في النصف الثاني زادت كثافة الدخان بشكل ملحوظ واكتسب قوام كريمي يخليه يَعلق في الفم فترة أطول بشكل شهي جداً. النوتات العشبية والطينية خفّت بشكل كبير وسمحت للفلفل الأسود ولذعته بالحضور، ومعها كل السبايس اللي كان رابر الياماسا يكتب شيكاتها وكنت أظن في البداية إنها بدون رصيد.


بس بكل صراحة، السيجار جنني طول وقت تدخينه. فيه شي مألوف جداً فيه عجزت لا إني أحدده.



  • التقييم النهائي (86/100):


سيجار البورو دي أورو من دافيدوف كان سيجار مكتمل الأركان ويقدم تجربة تدخين جميلة جداً من جميع نواحيها. لكن بعض القرارات التسويقية المتعلقة بالـ Branding أضرت فيه بشكل كبير وأدت مثل ما شفنا لإيقاف انتاجه بشكل كامل. لكن ربّ ضارة نافعة. طوي صفحة البورو دي أورو أتاحت لدافيدوف إنها تفتح صفحة جديدة لخط الياماسا اللي كانت بداية انتاجه في 2017 تزامناً مع ايقاف عدد من خطوطهم الأخرى. راح يكون لي رجعة للتقييم هذا مع مراجعة خط الياماسا من دافيدوف بإذن الله حتى أشوف الأشياء اللي كسبناها من طوي هذي الصفحة.

Comments


bottom of page