top of page
  • Writer's pictureThamer

Davidoff Aniversario Short Perfecto



في عام 1986، واحتفالاً بعيد ميلاد زينو داڤيدوف الثمانين، أطلقوا داڤيدوف أحد أهم خطوط انتاجهم تحت مسمى أنڤيرساريو واللي استمر حتى اليوم وهو يتربع على عرش كل ما سبق وتم إصداره من عندهم في المبيعات. في هذاك الوقت، أصدروا داڤيدوف حجم واحد من السيجار اللي هو مقاس وينستون تشيرتشل المفضل والمسمى بإسمه (تشيرتشيل = طوله 7 انش والرينق قيج 48). الهدف الأساسي اللي كانوا يسعون له هو صنع سيجار هادئ النكهات وينافس الإنتاج الكوبي بطريقة تقديمه وتدخينه. ومع مرور الوقت أصبح سيجار أنڤيرساريو (خاصة نمبر 2) السيجار المفضل لمحبي داڤيدوف من جميع أنحاء العالم، وأعتقد إن سيجار اليوم قادر على شرح سبب هذا الإقبال الكبير عليه.


مثل ما أسلفت، السيجار صدر في عام 1986 بحجم تشيرتشيل، ولكن تم التوسع بإصدار أحجام مختلفة من نفس الخلطة حتى تكون ملائمة لمناسبات مختلفة من التدخين. وحالياً، مكتبة داڤيدوف أنڤيرساريو تحتوي على 6 أحجام مختلفة في خط إنتاجهم العادي. أثناء بحثي عن سيجار ملائم لبريك الغداء ويكون معتدل القوام، لفت انتباهي حجم الشورت بيرفيكتو من داڤيدوف أنڤيرساريو وما قدرت أقاوم رغبة إضافته لمخزوني.


خلونا نبدأ بالنظر للسيجار من الداخل، لكن حتى نفهم المحتويات الداخلية لازم نتكلم عن نبتة التبغ شوي. في معظم الأماكن اللي تزرع التبغ، تقسم النبتة لثلاثة أقسام: الأوراق الأقرب للأرض اسمها ڤولادو، وهذي أوراق كبيرة حجماً لأنها أكبر بالعمر من الأوراق اللي فوقها، وأقل عرضة للشمس مما يجعلها مناسبة جداً للاحتراق المتساوي بين أطرافها لكنها تفتقر للمذاق أو تركيز النيكوتين. فوق الڤولادو نحصل منطقة اسمها سيكّو وهذي أوراقها تكون عطريّة ومليئة بالطعم، وإذا تبي سيجارك يكون مميز بنوتاته تحتاج أوراق سيكّو من محاصيل مختلفة وتدمجها مع بعض. الطبقة العلوية من نبتة التبغ تسمى ليهيرو وهذا أكثر أوراق النبتة تعرضاً للشمس وأكثرها قوة وتشبّع بالنيكوتين وأبطأها احتراقاً.



داڤيدوف ما يحبون هذا التقسيم لأوراق التبغ ويشوفون إنه يصعّب مهمة تقديم وصفة سيجار قابلة للتكرار بدون لا يكون فيه تغير كبير بالتجربة. ليه؟ لأن التقسيم هذا ما يقسم أوراق التبغ إلى أثلاث متساوية، وإنما يضع تركيز أكبر على منطقة السيكّو وتصير تشمل أوراق من نتبة التبغ أكثر من مثيلاتها. الحل كان بتقسيم منطقة السيكّو إلى قسمين: سيكّو وڤيزو. وبكذا بما تأخذ ورقة تبغ من منطقة الڤيزو غالباً بتحصل على نفس القوة والطعم من نبتة ثانية من نفس المحصول.


ليه أخذنا اللفة الطويلة هذي؟ لأن داڤيدوف قرروا لهذي الخلطة استعمال أوراق الڤيزو للحشوة الداخلية للسيجار بشكل شبه حصري. وهذا الغياب لأوراق اللهيرو يجعل من السيجار منخفض النيكوتين وملائم للذائقة خاصة أثناء التدخين الصباحي. أيضاً استعمالهم لأوراق الڤيزو يخلي طعم السيجار مركز وموحد بشكل عجيب. وكل هذي المكونات مصدرها من الدومينكان ما عدى الرابر إكوادوري.


بالنسبة للحجم يطلق عليه اسم شورت بيرفيكتو. لما نقول بيرفيكتو هو أي سيجار أطرافه مدببة وأصغر حجماً من المنطقة اللي في الوسط. ويجي طوله 4.88 انش والرينق قيج 52. الحجم جميل ومميز لكن يغشك أثناء تدخين السيجار لأول مرة. الطرف المدبب اللي تولع السيجار منه مع أول سحبة يحسسك إن السيجار مسدود وممكن تلقى عندك رغبة بإنك تقص السيجار زيادة حتى تعدل السحبة، لكن قاوم هذي الرغبة قد ما تقدر. بمجرد ما تتجاوز الطرف المدبب ويحترق بالكامل بتلقى إن السيجار سحبته مثالية. الشي الثاني اللي ممكن يغشك بالطرف المدبب هو سرعة الاشتعال اللي ممكن تحسسك إن السيجار بيكون تدخينه سريع، لكن مجدداً بمجرد ما يحترق الطرف المدبب بتعرف الوقت الصحيح للتدخين.


الحين نجي لتجربة التدخين الفعلية.



تركت البوكس يرتاح في الهيوميدور لـ 6 أسابيع ولما فتحت البوكس لأول مرة كانت رائحة السيجار فواحة وعطرية بشكل مدهش. والرائحة هذي واضحة وملفتة في السيجار نفسه بعد ما تطلعه من السيلوفين. قصيت السيجار وبديت بالتوست (تمرير اللهب على طرف السيجار حتى يشتعل بشكل متساوي من جميع الأطراف). بعدين لما سحبت أول سحبتين وأنا أولع السيجار كان شبه مسدود، وهذا شي طبيعي مثل ما وضحنا أعلاه. بس بعدها تفتح السيجار بشكل مبهج. السيجار كريمي جداً ومعتدل القوة، حتى ممكن يكون منخفض إذا بتدقق كثير في التجربة.


لما أقول إن السيجار كريمي أقصد فيها قوام الدخان الصادر منه كثيف ويعلق في الفم... تقريباً مثل الفرق بين الحليب البارد والحليب المبخر في القهوة. الدخان هنا قوامه مثل الحليب المبخر. وحتى نوتاته في البداية ذكرتني كثير بالزبدة المكرملة في كيف إنها تعطي حلاوة كريمية ونوتة فيها من روح المكسرات لكن في نفس الوقت تترك مذاق (aftertaste) فيه درجة خفيفة من المرارة بعد ما تنفخ دخان السيجار بالكامل. طول وقت تدخينه كنت أتكلم مع أحد الأصدقاء اللي كان يدخن نفس السيجار معي وأقول له كيف السيجار كله كـ باكيج يذكرني كثير بالشورت بريد (shortbread) في كيفية كونه دسم بس بدون لا يكون طعمه الفعلي قوي ويتغلب على القهوة، مثلاً.. هذا اللي يخليني أشوف السيجار ملائم جداً لإنه يكون رفيق قهوة الصباح في الويكند أو حتى رفيق جميل لغداء خفيف متبوع بقهوة باردة. أما خط الاحتراق كان متعرج بشكل خفيف في الطرف المدبب، لكن بمجرد ما تجاوزته استمر وكأنه مرسوم بالمسطرة.




قاومت فكرة إني أتركك تقييم نهائي للسيجار في نهاية هذي التدوينة لعدة أسباب، أهمها كانت طريقتي تدخيني له هذي المرة وأنا في وسط معمعة تحضير ستيك مع زبدة مطعّمة بنخاع العظم. قد يتم تحديث هذي المراجعة في المستقبل إذا جلست أدخن سيجار الداڤيدوف أنڤيرساريو شورت بيرفيكتو بطريقة تليق به. السبب الثاني كان عدم مقدرتي على الحكم على مدة تدخين السيجار بطريقة اعتيادية لأني كنت أغفل عنه بشكل مستمر وأرجع له لما تكون يدي فاضية. الجدير بالذكر إني مهما غفلت عنه ما كان السيجار يطفي علي مطلقاً.

Comments


bottom of page