top of page
  • Writer's pictureThamer

Cohiba Siglo VI



سيجارنا لليوم واللي راح نبدأ فيه مع اقتراحاتكم لمراجعات السيجار الكوبي هو كوهيبا سيقلو 6. لكن خلونا نبدأ بمراجعة كلامنا عن تاريخ كوهيبا لما كتبت المراجعة للكوهيبا روبوستو:


في بداية الستينات، كان فيه شخص يرأس مصنع من مصانع السيجار ويلف السيجار بنفسه اسمه ادواردو ريفيرا. ادواردو يصنّع السيجار بشكل نحيف (مقارب لسمك اللانسيرو) ومدبب من فوق (بشكل يشبه التوربيدو). كانت مبيعاته من السيجار اللي يلفّه بنفسه مقصورة على أصدقاءه. صدف إن واحد من هالإصدقاء كان يشتغل كحارس شخصي لشاب لطيف ومهذب اسمه فيديل كاسترو. مرة من المرات، قرر هذا الحارس إنه يعزم سعادة الريّس على حبة من السيجار اللي معه، وانبسط عليها كاسترو. أيامها كانت محاولات اغتيال كاسترو من قبل المخابرات الأمريكية كثيرة ومتوالية، ولهذا السبب قرر كاسترو إنه يجيب ادواردو ريفيرا ويخليه يلف السيجار له هو لحاله حتى يمنع محاولات اغتياله عن طريق السيجار. لكن مع تزايد الإقبال على هذا السيجار واللي كان يستعمل كهدية للدبلوماسيين ويدخن منه أعضاء الحكومة الكوبية، قرروا يتوسعون وينشؤون علامة تجارية يحطونها على هذا السيجار وتكون تحت مظلة كوبا توباكو (اللي بعدين راح يتغير اسمها وتصير هابانوس إس أي). وهنا ولدت العلامة التجارية "كوهيبا" في عام 1966، واسمها مأخوذ من الإسم اللي يطلق على نبتة التبغ في لغة أحد القبائل المحلية لسكان كوبا الأصليين (التاينو)، وحتى الرأس اللي راح يستعملونه كشعار لها في وقت لاحق هو عبارة عن رأس أحد رؤساء هذي القبيلة (اسمه هاتوي، وهو يعتبر أول بطل قومي لكوبا لمحاولته صد المستعمرين الأسبان).


لكن إدارة مصنع للسيجار بهذا الحجم يتطلب معرفة ودراية ما كانت موجودة عند ريفيرا. فقرروا إنهم يتصلون على واحد عنده خبرة 20 سنة في تصنيع السيجار حتى يجي يساعد ريفيرا في تطوير خطوط انتاج كوهيبا. اسم هذا الشخص مألوف جداً لكل مدخني السيجار: زينو داڤيدوڤ. ومن هذا التعاون قدر داڤيدوڤ إنه ينتج سيجاره الأول في كوبا (كانوا سيجارين: داڤيدوڤ نمبر 1 وداڤيدوڤ نمبر 2) وبدأ المصنع المسؤول عن انتاج سيجار كوهيبا في تجاوز حد الـ 650 ألف سيجار في السنة.
(ملاحظة جانبية: داڤيدوڤ استمر يتصنيع السيجار في كوبا حتى عام 1990، بعدها طلع من كوبا. وقتها كوهيبا قرروا إنهم يسدون النقص اللي نتج عن غياب سيجار دافيدوف الكوبي باستحداث لاين "سيقلو" اللي ابتدأ بأربع أحجام مأخوذة من أحجام سيجار دافيدوف اللي هي من سيقلو 1 حتى سيقلو IV)
استمرت كوهيبا كعلامة تجارية داخل كوبا فترة طويلة جداً، حتى جاء مونديال 1982 اللي استضافته أسبانيا وبدأت كوبا ببيع سيجار كوهيبا في أسبانيا بهذي المناسبة، وكانوا عارضين ثلاث أحجام فقط. ما قرروا يتوسعون لحجم رابع إلا في عام 1989، وكان هذا الحجم هو حجم الروبوستو واللي كان يعتبر غريب في ذيك الأيام لأنه أكبر رنق قيج يقدمونه في تشكليتهم (50).

وقفنا في سرد التاريخ في المرة الماضية عند اصدار الكوهيبا روبوستو في عام 1989، لكن مسيرة كوهيبا في الإصدارات استمرت لبعد هذا التاريخ. لما اقترب عام 1992 واللي يشكل علامة فارقة في تاريخ كوبا لأنه العام اللي تحتفل فيه كوبا بمرور 500 عام من وصول كولومبوس لها في عام 1492 قرروا ينتجون في هذا العام خط انتاج جديد يحتوي على عدة أحجام، واسم خط الانتجاج هذا "لا لينيا 1492" وكل اصداراته تحتوي على مسمى "سيقلو" فيها.


في عام 2002، وبعد مرور 10 سنوات على استحداث خط الانتاج الآنف الذكر، تم اضافة اصدار جديد بحجم مختلف عن ما تقدمه كوهيبا، وهو السيقلو 6. وهذا هو سيجارنا لليوم..



  • التقديم:


سيجارنا لليوم توبو، يعني جاي داخل انبوبة معدنية لحفظ السيجار أثناء نقله. وللأنبوبة المعدنية هذي تاريخ مثير للإهتمام، راح نستعرضه هنا على عجالة.


في منتصف الخمسينات من القرن التاسع عشر(1850)، هاجر رجل أعمال من ألمانيا، وتحديداً فرانكفورت، إلى بريطانيا بهدف انشاء شركة تجارية هناك. اسم الشخص هذا جوزيف فرانكو، اسم شركته جي فرانكو للتجارة. ولما وصل هناك صار الموزع الحصري لعلامة تجارية أسسها مواطن ألماني آخر في قارة أخرى، واللي نعرفها اليوم بإسم اتش أبمان. استمرت العلاقة القوية بين جي فرانكو واتش ابمان في جميع المجالات (البنكية وتوريد السيجار) لأعوام مديدة، حتى بعد انتقال الملكية من مؤسس جي فرانكو لرجال أعمال آخرين.


أحد اللي آلت لهم شركة جي فرانكو شخص ألماني أسمه والدو برايدين. والأخ برايدين قرر إن السوق البريطاني ما هو كافي لتوزيع السيجار وحب يتوسع لدول وأسواق أخرى، لكن كانت تواجهه مشكلة عويصة وهي الأضرار اللي ممكن تلحق بالسيجار أثناء نقله.


تزامن بحث برايدن عن حل لمشكلته مع تطور كبير في تشكيل الألمنيوم، وأحد هذي الطرق كانت قادرة على انتاج أنابيب ألمنيوم عن طريق الكبس بدقة متناهية. لما عرض الفكرة على مجلس ادارة الشركة، رفضوها بشكل قطعي. قام ضرب برأيهم عرض الحايط وراح طور الفكرة بنفسه وطلع عليها براءة اختراع في عام 1933 وأطلق عليه اسم سولو سيل. رجع لمجلس الادارة بالمنتج النهائي ووافقوا على مضض، لكنه طلب منهم عقد حصري لإتش أبمان لمدة خمس سنوات. بدأوا يبيعون السيجار بالأنبوب المعدني وبعد مرور سنة كاملة راح برايدين وطبع اعلان في الجريدة يستعرض فيه فرق المبيعات بعد ما استعملوا فكرته:



الحين نرجع لسيجارنا..


نبدأ من لون الرابر (الغلاف الخارجي) اللي درجة لونه ولمعته ونعومته مبهرة لدرجة لو إنك قلت لي إنه مصنوع من الجلد الطبيعي كان صدقتك بدون لا يرمش لي طرف. والمبهر أكثر إنك لما تتفحصه عن قرب تحت اضاءة قوية راح تلقى فيه لمعة كريستالية داخل ورقة التبغ. يعني تعودنا على وجود الأملاح والزيوت العطرية في رابر السيجار على شكل حبيبات بارزة، لكن هذي أول مرة اشوف الكريستالات بالطريقة هذي، وكأن اللي يلفه كان قاعد يلعب بـ قليتر (glitter) قبل لا يبدأ باللف.



مصنعية السيجار مذهلة بمعنى الكلمة لدرجة إنك بالكاد تقدر تميز حدود لف الرابر. وتحس ان السيجار صلب بالكامل من الداخل من كثر كمية التبغ اللي فيه. انا في هاللحظة كنت متخوف من إن الدك هذا راح يسبب اشكالية في السحبة.


ريحة الرابر ما كانت واضحة نهائياً. يعني يعطيك نوتة القش والأوراق الجافة بوضوح.. وفيه لمسة سكرّية، لكن باهتة جداً.



  • تجربة التدخين:


لما طلعت السيجار حتى أدخنه رتبت جلستي بالكامل وحطيت الكتر والولاعة بمكانهم. كنت مطلع الـ V-cutter للسيجار لكن باللحظة الأخيرة غيرت رايي وقررت أقصه ستريت كت حتى أقدر أعالج أي مشكلة تواجهني من صعوبة السحبة لو لا قدّر الله وحصلت. المهم قصيته القصة الأولى وجربت السحبة وكانت أضيق من المعتاد بس بشكل ما يحتاج أي تدخل حالياً..


السحبة الباردة كانت مقاربة جداً لرائحة الرابر.. ما فيها شي يذكر.


ولعت السيجار وكانت بدايته غريبة. أولاً كمية الدخان الصادرة منه كانت خفيفة جداً مقارنة بحجمه. والنوتات متضاربة لكن ما هو بشكل مزعج. يعني أول شي راح تلاحظه هو طعم التبغ المعتق اللي يجي مغلف بإيحاء حالي وسكرّي. يبتدي معك بعشبية مشابهة لبقية اصدارات كوهيبا. لكن العشبية هذي ممزوجة بحموضة واضحة لكن محيرة. وسبب الحيرة هو في موقع احساسها على اللسان. المكان المرتبط بالحموضة على اللسان هو جوانب اللسان، لكن حموضة السيجار تحسها في آخر اللسان وهذا هو المكان اللي يرتبط بتذوق النكهة المرّة. وفي منتصف الثلث الأول كان فيه وجود لنوتة المكسرات لكنها مرّة أيضاً بس بشكل خفيف جداً.. يعني أقرب شي لها هو طعم البندق بنظري. وفيه حضور للفلفل الأسود بشكل طفيف أثناء خروج الدخان من الأنف فقط، واللي كانت تجربة ممتعة جداً.. لكن الجدير بالذكر إن خليط النوتات المذكورة ما هو منفر، لكن ما هو متجانس بالكامل أبداً.



لما دخلنا الثلث الثاني تغيرت القصة.


هنا، بدأ يتضح قوام السيجار بشكل كامل، واللي أشوفه متوسط الثقل. السحبة تحسنت وصارت ولا أروع. وكمية الدخان زادت بشكل ملحوظ. طعم التبغ المغلف بالحلاوة صار أعمق بكثير. وحلاوته هنا بدأت تتضح معالمها. لكن حتى نوصفها صح، نحتاج نتكلم شوي عن الفرق بين الكراميل والشيرة (السيرب). في الشيرة، انت قاعد ترفع درجة حرارة السائل حتى يذوب السكر فيه بكميات أكبر من قدرة السائل على استيعابها في درجات الحرارة العادية. يعني مذاق السكر ما يتغير.. لكن في الكراميل، يحصل احتراق وتفاعل اسمه Maillard reaction (تفاعل المايارد) يغير من السكر كيميائياً ويكسبه اللون والطعم اللي نعرفه للكراميل. حسب طريقة صنع الكراميل ودرجة الحرارة المستعملة ممكن يتكون عندنا كراميل بإيحاء مالح أو بإيحاء مر.. وحلاوة السيجار هنا بكل تأكيد هي أقرب للكراميل اللي فيه إيحاء مر. الحموضة اللي في الثلث الأول ومراراتها قلّت بشكل كبير أيضاً، لكن حل مكانها ارتفاع ملحوظ لنوتة المكسرات أيضاً بشكل كريمي لكن دون المرارة.. يعني صارت أقرب للكاجو. السيجار هنا صار ممتع لأبعد حد.


اللي لاحظته أثناء تدخيني هو وجود شعيرات سوداء تتكون على خط الاحتراق، اللي بالمناسبة كان مثل المسطرة من أول السيجار. هنا مجموعة صور ممكن توضحها:



الشعيرات هذي عبارة عن تجمع للمعادن (أعتقد إنها حديد لأن شكلها يذكرني بالـ ferrofluid) ولما تحترق تتشكل بهذي الطريقة.



دخل الثلث الأخير من السيجار والمرارة المصاحبة للحلاوة اللي فيه بدت ترتفع بشكل يخليها أقرب للدبس من الكراميل. طعم التبغ نفسه بدأ يصير أعمق بشكل لذيذ جداً، وفيه حضور لنوتة خشبية واضحة الملامح. المثير للاهتمام في الثلث هذا هو قوام الدخان الصادر.. صار كثيف جداً لدرجة إنك ممكن تعلكه. وفوق هذا يغطي الفم من داخل بطبقة زيتية لذيذة.



  • التقييم النهائي(92/100):


الكوهيبا سيقلو 6 سيجار استثنائي وملائم جداً لكونه سيجار مناسبات خاصة من الدرجة الأولى. التضارب الموجود في الثلث الأول ما كان مزعج بقدر ما كان ممتع في محاولة استكشافه، والثلثين الباقيات تقدم لك تجربة تدخين مذهلة.


في التقييم نزل السيجار نقطة في نوتات الثلث الأول.. ونقطتين لتوازن النوتات وكمية الدخان بسبب الثلث الأول. وأخذ ثلاثة نقاط من خمسة في خانة السعر مقابل القيمة، ونقطتين من خمسة في خانة الندرة لشح المعروض منه في السوق بشكل عام على الرغم من كونه انتاج معتاد.




Comments


bottom of page