top of page
  • Writer's pictureThamer

Behike 52



نكمل مسيرة المراجعات المبنية على اقتراحاتكم للسيجار الكوبي، واليوم نوقف عند واحد من أهم الأسماء اللي لمعت في عالم السيجار في السنوات الماضية: بيهيكي. لكن قبل لا نتكلم عن البيهيكي، خلونا نتذكر قصة كوهيبا كعلامة تجارية.


في بداية الستينات، كان فيه شخص يرأس مصنع من مصانع السيجار ويلف السيجار بنفسه اسمه ادواردو ريفيرا. ادواردو يصنّع السيجار بشكل نحيف (مقارب لسمك اللانسيرو) ومدبب من فوق (بشكل يشبه التوربيدو). كانت مبيعاته من السيجار اللي يلفّه بنفسه مقصورة على أصدقاءه. صدف إن واحد من هالإصدقاء كان يشتغل كحارس شخصي لشاب لطيف ومهذب اسمه فيديل كاسترو. مرة من المرات، قرر هذا الحارس إنه يعزم سعادة الريّس على حبة من السيجار اللي معه، وانبسط عليها كاسترو. أيامها كانت محاولات اغتيال كاسترو من قبل المخابرات الأمريكية كثيرة ومتوالية، ولهذا السبب قرر كاسترو إنه يجيب ادواردو ريفيرا ويخليه يلف السيجار له هو لحاله حتى يمنع محاولات اغتياله عن طريق السيجار. لكن مع تزايد الإقبال على هذا السيجار واللي كان يستعمل كهدية للدبلوماسيين ويدخن منه أعضاء الحكومة الكوبية، قرروا يتوسعون وينشؤون علامة تجارية يحطونها على هذا السيجار وتكون تحت مظلة كوبا توباكو (اللي بعدين راح يتغير اسمها وتصير هابانوس إس أي).
وهنا ولدت العلامة التجارية "كوهيبا" في عام 1966، واسمها مأخوذ من الإسم اللي يطلق على نبتة التبغ في لغة أحد القبائل المحلية لسكان كوبا الأصليين (التاينو)، وحتى الرأس اللي راح يستعملونه كشعار لها في وقت لاحق هو عبارة عن رأس أحد رؤساء هذي القبيلة (اسمه هاتوي، وهو يعتبر أول بطل قومي لكوبا لمحاولته صد المستعمرين الأسبان).


لكن إدارة مصنع للسيجار بهذا الحجم يتطلب معرفة ودراية ما كانت موجودة عند ريفيرا. فقرروا إنهم يتصلون على واحد عنده خبرة 20 سنة في تصنيع السيجار حتى يجي يساعد ريفيرا في تطوير خطوط انتاج كوهيبا. اسم هذا الشخص مألوف جداً لكل مدخني السيجار: زينو داڤيدوڤ. ومن هذا التعاون قدر داڤيدوڤ إنه ينتج سيجاره الأول في كوبا (كانوا سيجارين: داڤيدوڤ نمبر 1 وداڤيدوڤ نمبر 2) وبدأ المصنع المسؤول عن انتاج سيجار كوهيبا في تجاوز حد الـ 650 ألف سيجار في السنة.
(ملاحظة جانبية: داڤيدوڤ استمر يتصنيع السيجار في كوبا حتى عام 1990، بعدها طلع من كوبا. وقتها كوهيبا قرروا إنهم يسدون النقص اللي نتج عن غياب سيجار دافيدوف الكوبي باستحداث لاين "سيقلو" اللي ابتدأ بأربع أحجام مأخوذة من أحجام سيجار دافيدوف اللي هي من سيقلو 1 حتى سيقلو IV)
استمرت كوهيبا كعلامة تجارية داخل كوبا فترة طويلة جداً، حتى جاء مونديال 1982 اللي استضافته أسبانيا وبدأت كوبا ببيع سيجار كوهيبا في أسبانيا بهذي المناسبة، وكانوا عارضين ثلاث أحجام فقط. ما قرروا يتوسعون لحجم رابع إلا في عام 1989، وكان هذا الحجم هو حجم الروبوستو واللي كان يعتبر غريب في ذيك الأيام لأنه أكبر رنق قيج يقدمونه في تشكليتهم (50).
وقفنا في سرد التاريخ في المرة الماضية عند اصدار الكوهيبا روبوستو في عام 1989، لكن مسيرة كوهيبا في الإصدارات استمرت لبعد هذا التاريخ. لما اقترب عام 1992 واللي يشكل علامة فارقة في تاريخ كوبا لأنه العام اللي تحتفل فيه كوبا بمرور 500 عام من وصول كولومبوس لها في عام 1492 قرروا ينتجون في هذا العام خط انتاج جديد يحتوي على عدة أحجام، واسم خط الانتجاج هذا "لا لينيا 1492" وكل اصداراته تحتوي على مسمى "سيقلو" فيها.
في عام 2002، وبعد مرور 10 سنوات على استحداث خط الانتاج الآنف الذكر، تم اضافة اصدار جديد بحجم مختلف عن ما تقدمه كوهيبا، وهو السيقلو 6.

في 2011، كانت منصب رئاسة هابانوس متقاسم بين شخصين، وكل واحد منهم Co-President. أحد الشخصين اللي نتكلم عنهم اسمه هورهي لويس فيرنانديز مايك، وراح نسميه مايك من الحين وطالع اختصاراً. لكن قبل ما يكون رئيس لهابانوس، كان مسؤول عن اصدار واحد من أهم خطوط انتاج السيجار في العالم لصالح علامته التجارية المفضلة كوهيبا..


الغالب من خلطات السيجار تستعمل واحدة من ثلاث أنواع من ورق التبغ تصنف على مكان نموها في النبتة. الفولادو في الثلث السفلي يتم استعمالها لدعم الاحتراق. السيكو في الثلث الأوسط وتستعمل لتعزيز الرائحة والنكهة. والليهيرو في الثلث الأعلى، وتستعمل للقوة والنيكوتين والتحكم في سرعة الاحتراق. قبل الثورة الكوبية، كانوا مصنعي السيجار في كوبا يستعملون ورقة قاسية ملمساً وقوية تأثيراً يطلق عليها اسم كاتشو دورو (تترجم للعربية: القطعة الصلبة)، وهي ورقة تطلع في 10% من نبتات التبغ بشكل عام في مكان فوق اللهيرو، لكن استعمالها كان محصور لندرتها وصعوبة التعامل معها في وزنية الخلطة. هذي الورقة نعرفها اليوم تحت اسم "ميديو تيمبو".


لما بدأ مايك في العمل على مشروعه السري لانتاج سيجار يتربع على عرش إصدارات هابانوس كلها، اختار انه ينظر للماضي بدل لا يستحدث شي جديد. يقول في مقابلة له مع سيجار أفشيونادو: "أنا ما جبت شي جديد، كل اللي سويته هو إني نسخت من الآخرين". يقول بعد إنه على الرغم من صعوبة الحصول على هذي الورقة، إلا انه قرر يضيفها للفيلر (الحشوة) في السيجار اللي قاعد يشتغل عليه. وفعلاً، أثبتت فاعليتها بجعل هذا السيجار مميز بالكامل عن بقية الإصدارات. خط الإنتاج هذا صار اسمه "لينيا بيهيكي" على إسم الشامان (رجل الدين) اللي يقود الطقوس التعبدية الي تستعمل حزم صغيرة من التبغ (اسمها كوهيبا) في شعائرهم الدينية. والمسميات هذي كلها بلغة التاينو اللي أسلفنا الحديث عنهم.


صدر من خط الإنتاج هذا 3 أحجام، BHK 52، BHK 54، و BHK 56 .. وسيجار اليوم راح يكون حجم 52 حسب طلبكم.



التقديم:


في البداية لا بد ما يستوقفك البيهيكي يمظهره الخارجي المبهر. من اللحظة اللي تمسك فيها السيجار أول ما راح يلفت انتباهك هو نعومة الرابر بشكل يحسسك إنك قاعد تلمس قطعة جلد تليق بتحفة فنية. لو تحاول تضغط السيجار راح تلقى إنه مليان بالتبغ لدرجة انك راح تشك بوجود أي فراغ بين أوراق التبغ. تخيّل إن السيجار مليان لدرجة إن محاولة قياس رجوبته من الداخل سببت رخ بسيط في الرابر من تحت لعدم قدرة السيجار على استيعاب أي شي إذافي على أوراق التبغ اللي داخله، حتى لو كانت إبرة قياس الرطوبة. الزين بالموضوع إن الشرخ هذا كان جمالي فقط وما له أي تأثير على تجربة التدخين. الشي الثاني اللي يميز طريقة بناء السيجار هو الـ Pig-tail على المبسم اللي يعطي الشكل الخارجي طلّة مختلفة.


باند السيجار لا يقل جمال عن الرابر. راح تشوف فيها كمية عجيبة من التقنيات اللي ممكن تكافح التقليد.. هولوجرام رأس التاينو اللي ينعكس عليه النور بشكل مبهر.. هولوجرام لكلمة "كوبا" منعك داخل الهولوجرام لرأس التاينو.. تسعة صفوف من المربعات البيضاء متراصة بشكل ثابت من أعلى الباند حتى الشعار مع ثلاث صفوف من المربعات للشعار ويليها صفين أدنى الشعار. تكرار لكلمة كوهيبا على الجزء الذهبي من الباند.. كل هذي العوامل تتظافر حتى تعطيك باند استثنائي ويندر يكون فيه مثله في عالم السيجار.


نجي الحين لرائحة السيجار اللي كانت محبطة نوعاً ما مقارنة بأشقاءه اللي سبقوه.. ما كان فيه أي رائحة تذكر للرابر على الإطلاق، ولو راح تدقق يمكن تطلع معك نوتة بسيطة للقش لكن ما فيها أي زيادة.. لكن في الفوت (مكان ما تولع السيجار) كان فيه نوتة سويتية (حالية) خفيفة جداً، وكنت أتطلع لظهورها في الثلث الأول.



  • تجربة التدخين:


قصيت السيجار باستعمال الستريت كتر وجربت السحبة الباردة وكانت مثالية من ناحية كمية الهواء الداخل وما تعاني من أي انسداد رغم امتلاء السيجار بالتبغ، وأعطتني المزيد من النوتة السويتية اللي لاحظتها في الفوت. بديت بتحميص السيجار باستعمال الـ jet flame وأخذت السحبة الأولى، وكانت محبطة للأسف..


لما تولع سيجار يحمل اسم بيهيكي، سقف توقعاتك يكون عالي جداً حتى لو حاولت تنزل فدر المستطاع. طعم التبغ كان طاغي ولذيذ بحد ذاته، لكن ما كان يصاحبه أي نوتات تذكر. بعد تعدي 1 سم أو 1.5 سم من السيجار بدت تظهر نوتات ثانية على استحياء.. عشبية الكوهيبا المميزة كانت حاضرة لكن بشكل باهت جداً.. فيه طبيعة سبايسية للسيجار تميل للفلفل الأسود بدون حرارته. كمية الدخان أقل من المتوسطة لكن ما هي قليلة بشكل مزعج. الثلث الأول ما يرتقي لمسمى بيهيكي على الإطلاق.


لكن في الثلث الثاني السيجار بدأ يتفتح.. عمق التبغ كان طاغي على النوتات الخفيفة اللي كانت ظاهره في الثلث الأول، لكن في الثلث الثاني هذا العمق كان قادر على ابراز النوتات المصاحبة.. هنا بدأ يكون فيه ظهور جميل ولذيذ للمكسرات اللي أشبه ما تكون بالكاجو المحمص بشدة لكن بدون ملح ويصاحبها نوتة خشبية تشبه السيدار اذا نشف بشكل كامل.. اذا كان عندك بوكس سيجار متروك خارج الهيوميدور افتحه وخذ نفس عميق داخله.. هذي النوتة اللي كان حضورها يشهّي.



مع وصولي لنهاية الثلث الثاني اللي كنت أحاول فيه قدر المستطاع إني أقلل من سرعتي في التدخين من كثر ما كنت مستمتع بالسيجار بدت النوتة العشبية الحامضة اللي في الثلث الأول بالظهور لكن بشكل غريب وما هو متجانس مع السيجار. كانت مزعجة وخفت إنها تمتد للثلث الثالث والأخير.


الحمد لله إن النوتة هذي كانت مؤقتة ومحصورة ي المرحلة الانتقالية فقط. الثلث الأخير أعتبره أروع وأكمل ما قدرت كوهيبا على انتاجه على الإطلاق. على الرغم من تواجد نوتات الثلث الثاني في خلفية ذائقتك إلا ان طعم التبغ العميق تحول لشي مختلف.. شي من المعيب إني أشبهه بأي شي غيره. كان رائع ولذيذ وله القدرة على الرقص على حاسة تذوقك لدقائق طويلة بعد ما تنفخ الدخان. فعلياً هذا الثلث لوحدة قدر إنه ينقذ السيجار بالنسبة لي. أنا حرفياً قاعد أصفّق له الحين.


  • التقييم النهائي (89/100):


تقييم البيهيكي كسيجار عملية صعبة جداً نظراً للهالة اللي تدور حوله في أوساط المدخنين من جهة، وصعوبة الحصول عليه في السنتين الأخيرتين من جهة أخرى. الندرة هذي مؤقتة بطبيعتها وراجعة بشكل كبير لصعوبات الانتاج اللي تمر فيها كوبا في الفترة الحالية بالإضافة لاحتكار الكميات المصدرة من السيجار في السوق عند قلة قليلة من الجهات اللي تبيعه.


الندرة هذي أيضاً شكلت مشكلة كبيرة بالنسبة لي في تقييم خانة السعر مقابل القيمة. مثلاً، السعر الرسمي للسيجار المفروض يكون في حدود 46 دولار في السوق الحرة. تقييم السيجار على هذا السعر راح يكون مختلف عن تقييمه على السعر الحقيقي اللي يتم شراءه فيه حالياً سواء خارج المملكة (250 جنيه استرليني مثلاً في بريطانيا للحبة الواحدة) أو داخل المملكة (1100 ريال للحبة الواحدة). في النهاية السيجار خسر كل النقاط الممكنة في ما يتعلق بالسعر مقابل القيمة، ونصف النقاط المتعلقة بالندرة، بالإضافة للنقاط التي تمت خسارتها في الثلث الأول والثاني.


لكن يبقى البيهيكي 52 من العلامات الفارقة في عالم السيجار وتجربته تعتبر لحظة مفصلية في مسيرة تجربة السيجار الكوبي.

1 Comment


sonic10_srt12
Jan 24, 2022

احسنت في تقييمك للسيجار

اما من ناحيتي اعطيه 80/100


Like
bottom of page