top of page
  • Writer's pictureThamer

Atabey Divinos



اليوم راح تكون لنا وقفة مع سيجار مثير للجدل بشكل كبير على الرغم من ندرته وقلة انتشاره في السوق واللي وصلني كهدية من صديقي العزيز عثمان، واللي تقدرون تتابعونه على حسابه في انستجرام.. عثمان أرسل لي السيجار مشكوراً حتى أسوي له مراجعة.

نجم المراجعة اليوم هو نيلسون ألفونسو، اللي سبق وتكلمنا عنه في مراجعة الفيقويروس انتراتيمبوس، لكن خلونا نتناول سيرته بشكل أعمق اليوم:


ألفونسو من مواليد كوبا عام 1965 لأب من أصول أسبانية وأم من أصول إيطالية ولبنانية. من وقت دراسته الجامعية ودخوله لمجال العمل كان مهتم بشكل كبير بالفنون البصرية سواء كانت تصميم و رسم أو تصوير فوتوغرافي أو أفلام. بعد سلسلة طويلة من الأعمال اللي تُعنى بتاريخ كوبا (أحدها بالتعاون مع اليونيسكو)، بدأ يشتغل على مشروع يركز على تاريخ التبغ في كوبا، وبعد كرف استمر لأربعة أعوام متواصلة تم نشر هذا العمل في عام 1996.. العمل هذا لما بدأ يشتهر لفت نظر هابانوس وعلى طول بدأوا بالعمل معه على صنع حملات دعائية واعلانية للسيجار الكوبي في عام 1999.

السنة اللي بعدها أنتج لهم سلسلة من الأعمال اسمها بيورو هابانوس اللي تستعرض التبغ الكوبي عبر أنواع مختلفة من الميديا.. وتم تتويج هذا العمل في 2001 باعتباره "أفضل عمل تم انتاجه عن السيجار الكوبي" حسب وصف هابانوس.. في نفس السنة انتقل نيلسون ألفونسو لمدريد وبدأ يدير استديو التصميم الخاص فيه وأطلق عليه اسم: قولدن أيج. ومن هناك، ما بين عام 2004 و2006، أعاد تصميم هوية عدد كبير من العلامات التجارية الخاصة بهابانوس مثل كوهيبا، مونتيكريستو، بارتاجاس، روميو إي هوليتا، اتش أبمان، وهويو دي مونتيري وغيرها..

في 2010، طلبوا منه هابانوس العمل على الهوية البصرية لأحد أهم منتجاتهم على الاطلاق: البيهيكي. خلال عمله على البيهيكي كان قاعد يشتغل تحت الطاولة على انشاء سيجار خاص فيه. واختياره لإسم علامته التجارية كان مسلي جداً.. بالنسبة لي على الأقل.

خلونا ننظر لمعاني أسماء السيجار الكوبي اللي كان يشتغل عليه هذاك الوقت واللي كلها مأخوذة من لغة التاينو (أحد قبائل سكان كوبا الأصليين):

  • كوهيبا: كلمة تعني ورق التبغ المجفف والملفوف.. عادة يستعمل في طقوس تعبدية.


  • بيهيكي: الشامان (رجل الدين) اللي يقوم بقيادة هذي الطقوس التعبدية لآلهة التاينو.

لما جاء نيلسون ألفونسو يختار اسم لعلامته التجارية، اختار اسم من نفس اللغة: أتابي.. وهي آلهة الخصوبة والماء اللي كل الطقوس التعبدية والشخصيات الدينية المذكورة اعلاه تتوجه لها.. :)

يعني ببساطة كأنه يقول إن سيجاره أعلى مكانة ومرتبة من البيهيكي والكوهيبا، والشعار المستعمل على السيجار هو صورة للآلهة نفسها.

الجدير بالذكر إنه فيه تكتم حول مصادر التبغ المستعملة في السيجار، وهذا الشي أتاح الفرصة للكثير من الاشاعات حول مصدر التبغ المستعمل، وأحد أهم هذي الاشاعات تقول إنه مصنوع من تبغ كوبي مهرّب. طبعاً هالكلام خالي من الصحة، ولو كان حقيقي كان الحكومة الأمريكية جروه من أذنه. الحقيقة هي ان السيجار يتم تصنيعه في مصنع في كوستا ريكا، ويتم استيراد التبغ من مناطق مختلفة من العالم. يعني مثلاً، الديفينوس (سيجار اليوم) مكون من الداخل من عدة أنواع من التبغ المستورد من نيكاراجوا والرابر الخارجي عبارة عن ورقة تبغ من الاكوادور.



  • التقديم:

الأتابي يجي بأحجام كثيرة جداً.. بس حجم اليوم هو الديفينوس (450) وحجمه مقارب للأحجام الكوبية السائدة. رينق قيج 50 والطول أربعة انش وكسور. واضح جداً من مسكته باليد ان السيجار مليان تبغ بشكل ما سبق ومر علي. يعني فيه كثافة للتبغ الملفوف داخل لدرجة اني كنت خايف جداً إن السحبة تكون مسكرة. يوم جيت اقص السيجار لفت انتباهي شكل الكاب (المكان اللي تقص منه السيجار). جاية ثلاث طبقات بطريقة متقنة بشكل مدهش. المهم قصيت السيجار وقبل لا أجرب السحبة فاجأتني طريقة لف السيجار مثل ما هو موضح في الصورة:



بالعادة السيجار لما ينلف يكون أكثر عشوائية من كذا.. خاصة إذا كان يتم تجميع الورق بطريقة الأكورديون.. لكن هذا ملفوف بطريقة مختلفة تماماً. لو تلاحظ طريقة تجمع التبغ راح تلقاها مقاربة لشكل حرف C. الطريقة في اللف هذي يسمونها "طريقة الكتاب" وتعطي مجال لزيادة كمية التبغ اللي ممكن يتم وضعه في السيجار لكن لو ما كان فيه تدقيق على الجودة بشكل كبير ممكن بسهولة انه ينسد.


المهم .. جربت السحبة وكانت أكثر من مثالية.. بس لما نزلت السيجار من فمي استغربت من مذاق السحبة الباردة. لو جربت بيوم من الأيام انك تشم عسل لونه فاتح ويفضل لو كان من زهرة واحدة، يعني مثل عسل الأكاسيا أو عسل المانوكا، اول شي راح تميزه ريحة السكر الواضحة والقوية.. بعدها راح تحس في قاع الحلق بعطرية الزهرة نفسها. هذي العطرية هذي كانت واضحة جداً في السحبة الباردة. جربت شم الرابر (الغلاف الخارجي) وفعلاً يعطي نفس الإيحاء ممزوج معها نوتة خشبية خفيفة هي أقرب للسيدار.


أنا هنا كنت في ذروة حماسي لإني أولع السيجار.



  • تجربة التدخين:


قلت بسم الله وولعت السيجار..


فيه كلمة تستعمل بكثرة في وصف دخان السيجار، اللي هي "كريمي".. تخيل معي الفرق بين الحليب لما تطلعه من الثلاجة والحليب المبخر. الشعور اللي تحصله في الفم أشبه بالحرير اللي ينساب ويغطي الفم من داخل بطبقة غنية.. الدخان الصادر من هذا السيجار "كريمي" بكل ما تحمله الكلمة من معنى لدرجة إني احتاج أراجع نفسي لما أوصف أي سيجار بعده بالوصف هذا. ويرافق القوام الكريمي هذا كثافة عجيبة لكمية الدخان بدون أي حرارة أو ازعاج.


والنوتات هنا أيضاً ما خيبت الظن.. من السحبة الأولى وفيه نوتة سويتية / حالية مصاحبة للدخان ومقاربة لنوتة العسل العطرية اللي تكلمت عنها قبل شوي.. كل هذا جاي مغلف بنوتة حمضية خفيفة جداً ساعدت على ابراز النوتة الحالية أكثر وأكثر.. باختصار، الثلث الأول من أفضل ما دخنت طوال السنة.


لكن الحلو ما يكمل، مع كل أسف. أولاً، طريقة لف السيجار اللي معبينها فيه بشكل مبالغ خلاه يصير قابل لإنه يحتمي أثناء التدخين بشكل سريع جداً. معنى الكلام هذا هو انك لازم تكون حريص جداً على إنك تنزل السيجار من يدك وتتركه يرتاح قبل لا تاخذ السحبة اللي بعدها، وهالشي صعب جداً مع لذة الثلث الأول.


الشي الثاني هو إنك بمجرد ما تطلع من الثلث الأول فيه شي يموت في السيجار.. التناغم الكبير بين النوتات وحضورها فجأة يبهت ويختفي.. كأنك قاعد تسمع لفنانة تستعمل الـ Auto-tune وفجأة يفصل عندها الكهرباء ويقلب صوتها نشاز.. هو ذات الصوت، لكنه فقد كل شي خلاه قابل للاستماع. يمكن لو كان الثلث الثاني لحاله ما كان بهذاك السوء، لكن لما تخليه يلحق الثلث الأول اللي كان يقترب جداً من الكمال، يصير وضعه صعب.


الثلث الثالث تحسن بشكل ملحوظ، وصارت النوتة الحمضية هي اللي مسيطرة على الوضع ومتصدرة المشهد. ولقيت إن تدخين السيجار صار أسهل هنا، وما يتطلب منك حرص كبير فيما يتعلق بطريقة تدخينه. التجربة هنا بكل تأكيد أفضل بكثير من الثاني، بس ما توصل لكمال الثلث الأول أبداً.



  • التقييم النهائي (88/100) :


الآتابي ديفينوس سيجار مثير للإهتمام.. يمكن ما هو من زاوية المستهلك النهائي مثلي، لكن من زاوية دراسة تأثير الإسم الواقف خلف السيجار / الهالة الإعلامية / استراتيجيات التسويق / بناء السمعة / الخ الخ على مكانة السيجار كمنتج نهائي في سوق تكون المنافسة فيه شرسة جداً للحصول على انتباه المستهلك.


قد يوحي لك التقييم إن السيجار مناسب جداً للاقتناء، لكن للأسف لا. الآتابي ديفينوس لما تجي تشرّحه وتقيّم كل قسم فيه لحاله راح يكون صعب عليك إنك تلقى فيه غلطة، وان لقيتها راح يكون تأثيرها ما يمتد لبقية نواحي السيجار. لكن لما تاخذه كله كـ "باكيج" متكامل، صعب على المراجع انه ينصحك باقتناءه.


أولاً عندنا سعره المبالغ فيه، واللي يخلي من معادلة السعر مقابل القيمة صعبة جداً على إن المستهلك النهائي يتقبلها. يعني مثلاً، السيجار يتم الترويج له على انه تبغ كوبي مهرّب.. خلنا للحظة نقول إن الفرضية هذي صحيح (وهي 100% ما هي صحيحة). السؤال هنا، ليه اشتري تبغ كوبي مهرّب وأنا أقدر اشتري التبغ الكوبي الحقيقي بربع المبلغ؟! فمسألة السعر لحالها تنزل من مكانة السيجار من كونه قابل للاقناء لكونه قابل للتجربة.


ثانياً، أداء السيجار المتذبذب من ثلث لثلث يخلي التجربة تنزل من كونها تجربة ممتعة لكونها تجربة محبطة نوعاً ما. عطني سيجار أداؤه فوق المتوسط من بدايته لنهايته ولا تعطيني سيجار يرفعني لسابع سماء في أوله وينزلني لسابع أرض في منتصفه.. الثبات في المستوى أهم من تحقيق مستويات عالية لفترة ومستويات متدنية لفترة ثانية.



Comments


bottom of page