top of page
  • Writer's pictureThamer

Alec Bradley Mundial PL #56



في عام 1982، كان فيه شاب توه متخرج من الجامعة اسمه آلن روبين، وله صديق من عائلة تنحدر من أصول كوبية. في مرة من المرات كان ألان جالس مع أبو صديقه وتطرق الحديث لمحتويات الصندوق الخشبي اللي يزين مكتب الأب. مد الأب يده للهيوميدور وطلع منه سيجارين.. واحد كوبي، وواحد غير كوبي (أثنينهم بارتاجاس) وأعطاهم ألان وقال له احرص ان بطنك يكون مليان قبل لا تدخن.. خاصة الثاني. ومن هذيك اللحظة، وبعمر 22 سنة، بدأ شغف السيجار في قلب آلن روبين إلى أن وصّل شركته "أليك برادلي" لإنها تتربع على عرش قائمة أفضل 25 سيجار من سيجار أفيشيونادو لعام 2011..


بعد السيجارين، بدأ آلن روبين يتردد على محلات التبغ وبيع السيجار، وكوّن علاقاته مع الباعة والموزعين في وقت مبكر، لكنه ما دخل مجال صناعة السيجار الا بعد ما باع شركته المتخصصة في بيع الأدوات المنزلية في عام 1996.. وقتها، استعمل أرباحه في إنشاء شركة متخصصة في تصنيع السيجار وبيعه، وسماها على اسم "تمائم الحظ" بالنسبة له: أبناؤه أليك وبرادلي.


لما نقول ان آلن فتح شركة متخصصة في صناعة وبيع السيجار في بدايته، يمكن يجي ببالك مئات الموظفين وأطنان من التبغ يتم لفها على مدار الساعة.. الحقيقة كانت أبسط من كذا بكثير. بالبداية في عام 1996، استعمل ألان روبن علاقاته في تكوين شراكة تجارية مع مصنع في الهندوراس.. وبدأ في انتاج أول سيجار له واللي كان يستهدف المدخنين في ملاعب القولف. فشل سيجاره فشل ذريع، وانتهى به المطاف لإن تتراكم الديون على شركته بحلول عام 1999.


لكن في عام 1999، كان الحظ على وشك إنه يتغير بشكل كامل. من ضمن العلاقات اللي كونها آلن روبين كانت مع شاب في مقتبل العمر واللي لا زال إلى اليوم يشغل أعلى منصب في أليك برادلي بعد آلن.. هذا الشاب اسمه رالف مونتيرو.. رالف كان صديق مقرب من هينكي كيلنر (من دافيدوف)، ولما بدأت الشراكة بين آلن ورالف، راحوا لـ هينكي كيلنر وطلبوا منه يسوي لهم سيجار، وكانت الفلوس اللي معهم يا دوب تكفي 1000 سيجار (الحد الأدنى للطلب). طلبوا الـ 1000 سيجار.. ولما وصلتهم ارسلوا سيجارين لـ 500 محل سيجار في أمريكا. المغامرة هذي نتج عنها إن قرابة الـ 250 محل طلبوا كميات اضافية وكانت هنا بداية النجاح لـ أليك برادلي كشركة.


دارت الأيام، وكان داخل آلن روبين حلم يسعى لإنه يوصل له.. الحلم هذا عبارة عن خلطة سيجار كان يشتغل عليها فترة ولما ما يقدر يوصل للشي اللي في باله يتركها ويرجع لها بعد زمن. في عام 2009، قدر إنه يوصل لنفس المذاق اللي كان يتخيله في السنوات اللي فاتت. لكن للأسف، بعض الأحلام لما تجي في وقت غير مناسب يكون تحقيقها صعب جداً. فعلى الرغم من إنه قدر يتوصل للخلطة اللي يبيها، ما كان قادر ينتج السيجار بكميات تجارية لأن خلطته تحتوي على تبغ من سبعة أماكن متفرقة ما بين الهندوراس ونيكاراجوا. والحفاظ على نفس المستوى ونفس كمية الإنتاج من كل هذي الأماكن السبعة كان شبه مستحيل. إضطر آلن روبين إنه يركن حلمه على الرف، ويرجع له في وقت ثاني.


في 2011، حصل ما لم يكن في حسبان كل اللي يشتغلون في أليك برادلي. فاز سيجارهم البرينسادو بأعلى تكريم ممكن يحصل عليه سيجار في السنة، وهو تعلّيهم لقائمة أفضل 25 سيجار لعام 2011 من سيجار أفيشيونادو. بغض النظر عن شعورك تجاه القائمة هذي، وعن إذا ما كانت حقيقية والا مجرد تسويق، لما يكون اسم سيجار على أعلى هذي القائمة يصير الطلب عليه أكبر بكثير من قدرة الشركة المصنعة، ويتطلب منهم سنوات بعدها إلى أن يتعادل العرض والطلب. كونك في مركز مثل هذا راح يعطيك قدرة على التفاوض مع موردين التبغ بشكل قوي جداً. وهذا اللي حصل لسيجار اليوم. بعد ما تأكدوا أليك برادلي إن عندهم القدرة على توفير مكونات السيجار الحلم، بدأول في انتاجه.. واختاروا له اسم يليق به: مونديال. طبعاً من متابعتنا لكأس العالم، نعرف إن كلمة مونديال تعني "عالم / عالمي" .. يعني مثلاً كأس العالم اسمه بالأسباني: La Copa Mundial de la FIFA.



في حفل الاطلاق عام 2013، أخذ آلن روبين كيس فيه أحجام المونيال الخمسة، وربطه بمنطاد يستعمل لأبحاث الطقس والمناخ، وزود المنطاد بكاميرا وأطلقوه للفضاء من أعلى فندق في لاس فيقاس. وصل المنطاد لإرتفاع 110 ألف قدم.. حتى يكون عندنا تقدير وافي للإرتفاع اللي وصل له هذا السيجار، لما ترفع راسك وتشوف نقطتين مضيئتين تولع وتطفي في السماء، هذي طيارة على ارتفاع يتراوح ما بين 30 إلى 33 ألف قدم.. السيجار ارتفع لقرابة اربع اضعاف هذا الارتفاع (بالمناسبة 110 ألف قدم تساوي تقريباً 33,5 كيلومتر).



  • التقديم:


أول شي نحتاج نتكلم عنه هنا هو شكل السيجار المميز. سبق وشفنا في مراجعات ثانية شكل البيرفيكتو اللي يكون مدبب من الطرفين. السيجار هذا مشابه له، لكن مع اختلاف بسيط. المونديال يجي مدبب من طرف واحد بس، اللي هو الطرف اللي تولع منه السيجار. يعني لو أبي أوصفه بطريقة ثانية راح أقول إنه مثل شكل التوربيدو (أو البيراميد) بس مقلوب. أو قريب جداً من شكل الدياديما (وهو الحجم المفضل بالنسبة لي في الأوليفا سيري V) بس بدون التكوير الموجود على رأس الدياديما.. بالمناسبة الأحجام المتصلة بالكورونا (دبل كورونا / كورونا فيفا / بيتيت كورونا / إلخ) تسمى على مسمى التاج بالأسباني. الدياديما أيضاً نوع من أنواع التيجان، بس إنه تاج صغير.


المهم.. نرجع للمونديال.. المونديال مدبب من طرف وعادي من طرف، ويجي اسطواني من بدايته لنهايته. نظراً لأن شكله فريد من نوعه، اختاروا يطلقون عليه مسمى خاص فيه: Punta Lanza (اختصارها PL) أو سن الرمح، لأن شكله لما تقلبه مشابه لشكل الرمح. وطريقة التسميات التابعة له تكون كالتالي: اسم الشركة - اسم اللاين - اسم الشكل - رقم الحجم. يعني مثلاُ: Alec Bradley Mundial PL #5 .. رقم الحجم ينقسم لقسمين: اذا كان رقم مفرد معناته الاصدار هذا اصدار عادي والرقم مربوط بطول السيجار.. يعني رقم 5 = طول السيجار 5 انش. لكن فيه اصدارات خاصة له مثل سيجار اليوم يكون رقمه مربوط بالرينق، يعني رقم 56 = رينق السيجار 56.


ننتقل الحين لنجم السهرة.. الرابر (الغلاف الخارجي). استعملوا في المونديال رابر من نفس المنطقة اللي جابوا منها رابر البرينسادو.. الرابر جميل جداً من ناحية الملمس، وعلى الرغم من السيجار له أكثر من سنتين في الهيوميدور إلا إن لمعة الزيوت اللي عليه وملمسها تحسسك إنه توهم لافينه اليوم الصباح. وأسرني اللون اللي مكتسي بحمرة تشبه رابر الروزادو اللي تشتهر به بعض لاينات أرتورو فوينتي. ملمس البايندر الثنائي (الغلاف الداخلي) ما كان واضح من ملمس الرابر، ولما حاولت اشم الرابر ما طلع معي الا ريحة التبغ ومعها لمسة رائحة جلد لكنها بالكاد تلحظ. تناسق الباند مع الرابر حكاية، وإن كان عندي تحيز كبير لدرجات الأزرق والذهبي.. :)



  • تجربة التدخين:


قصيت السيجار باستعمال الستريت كت بدون أي مشاكل.. ولما جربت السحبة كانت ضيقة ومحدودة جداً.. بس هذا شي متوقع نظراً لشكل السيجار. لو جربت تدخن اي سيجار يكون مدبب الطرف من مكان ما تولع السيجار راح تواجه نفس الإشكال. السحبة الباردة فيها لسعة فلفل أسود لذيذة جداً بالإضافة لنوتة الجلد الآنفة الذكر.


أكون صريح جداً معكم.. السيجار ابتدأ وسقف توقعاتي ما يستاهل أسميه سقف لأنه ملاصق للأرض. تجاربي السابقة مع أليك برادلي كانت أقل من مرضية. أول ما ولعت السيجار وبديت أخذ أول السحبات منه كانت لا تزال السحبة ضيقة جداً. لكن كنت مواعد نفسي ما أطلق أي أحكام الا بعد ما أتجاوز المنطقة المدببة. النوتات هنا ما هي واضحة وروح السيجار للحين ما وضحت.. لكن حصل معي شي هنا ما كان يبشر بخير نهائياً.. صادفت مشكلة احتراق نادر ما تحصل معي، واسمها Mouse-hole (حفرة الفأر).. بالعادة تحصل هذي المشكلة لما يكون فيه تجويف أو فراغ بين الفيلر (الحشوة) والبايندر / الرابر.. وقتها كان خط الاحتراق عشوائي. لا زلت عند وعدي لنفسي بحفظ الأحكام إلى أن أتجاوز المنطقة المدببة لأني أعرف مشكلة الاحتراق هذي ودايم تواجهني في الشورت ستوري.

بعد ما تجاوزت المنطقة المدببة كل شي في السيجار تفتح. اذا كنت راح تدخن هالسيجار تحتاج تكون حذر جداً لأن لكمات النوتات راح تكون متوالية وسريعة على ذائقتك. يبتدي السيجار من نوتات مألوفة.. أخشاب جافة.. جلد.. شي محمص لكن صعب جداً تمييزه. شي ثاني، توازن النوتات هذي فيه خلل طول ما انت قاعد تدخن الجزء المدبب.. لكن إلى الآن وكل شي شبه طبيعي ومتوقع.


الحين تخيل معي معزوفة من الجاز.. الايقاع فيها ثابت من بدايته لنهايته. الايقاع هو نوتة التبغ المعتق.. ثابتة.. قوية.. وتجمع بقية النوتات حولها وحواليها. وقت ما كنا نعاني من صخب الأخشاب الجافة والجلد في البداية، كانت النوتة المحمصة أقرب للهمس.. بعد الطرف المدبب انقلبت الآية.. النوتات المعتادة صارت خافتة جداً والنوتة المحمصة واضحة ومبهرة وحضورها قوي.. هنا تقدر تبدأ تميزها وتميز قربها الشديد من الكاراميل المحروق.. يمكن أقرب شي لها أقدر أفكر فيه هو بوبكورن الكراميل. وتحتها تجي نوتة البن قبل لا ينطحن.. يمكن شي محمص تحميص خفيف (لايت روست).. ما هي القهوة اللي تحس بريحتها تستولي على قاع الحلق.. لا، اللي لما تشمها بالأنف تبقى عالقة في أعلى منطقة من جيوبك الأنفية. السلبية الوحيدة هنا نظراً لكبر حجم السيجار هو قلة منسوب الدخان. ما هو قليل جداً، بس أقل بكثير من المتوقع.


الثلث الأول كان ممتع بشكل رهيب. السبايس والفلفل الأسود تحديداً موجودين لكن بشكل هادي جداً.. أحس طول ما أنا في الثلث الأول كنت أقول لنفسي إن أفضل وصف أطلقه على هالسيجار هو: رصين. الثلث الثاني وصل ولا زالت المقطوعة الموسيقية مستمرة.. الكاراميل المحروق والقهوة لا زالوا موجودين لكن بهدوء لكن هنا فيه تصاعد لنوتة حمضية تسبب جفاف بالفم.. شي أقرب ما يكون للجريب فروت. لكن التصاعد هذا ما يطغى على البوكيه الأول. اللي بديت ألاحظه مع تزايد كمية الدخان الصادرة إن المونديال ألذ سيجار للريتروهيل (خروج الدخان من الأنف). يعطيك تركيز كبير للنوتات بشكل لذيذ. عيني كانت على خط الاحتراق طول الوقت وما لقيت عليه أي ملاحظة بعد انتهاء الطرف المدبب.


الثلث الأخير ابتدأ من لحظة ما شلت الباند الثانوي. هنا قوام السيجار انتقل من فوق المتوسط لقريب الفل. والقهوة رجعت ومعها ارتفاع ملحوظ للسبايس والفلفل الأسود.. جرعة النيكوتين بدت تتبلور بشكل واضح، لكن لا زال السيجار لذيذ بشكل مبهر. ولا زالت السحبة مثالية وشبه معدومة الحرارة. تجربة تدخينه هنا مثل ما كانت من ابتدأ السيجار: ممتعة لأقصى حد. ما خلاني أوقف السيجار (على الرغم من وجود بقية فيه قابلة تماماً للتدخين) الا طول وقت التدخين اللي ما توقعته. أخذ مني السيجار ساعتين وربع من وقت ما ولعته إلى أن نزلته للطفاية.


  • التقييم النهائي (95/100):


المونديال من أليك برادلي سيجار استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.


في التقييم، نزل درجة في كثافة الدخان بسبب كمية الدخان في الثلث الأول. نزل درجة ثانية في خط الأحتراق بسبب اشكالية الماوس-هول في البداية. نزل درجة في خانة السعر مقابل القيمة، ونزل درجتين في خانة الندرة. صحيح إن الاصدار هذا طلع في 2019 ووقف بعده، لكنه وقتها نزل بكميات تعتبر كبيرة نسبياً. السيجار بالحجم هذا ملائم لسهرة طويلة تحتاج فيها سيجار يعطيك تنوع في النوتات ما تسبب لك ملل، ويعطيك تجربة تدخين ممتعة من الولاعة للطفاية.


هذا سيجار ملائم للاقتناء بالبوكس.. ولو هي راجعة لي، مليت حوض شاص منه.



Comentários


bottom of page